كشفت احداث صنعاء الاخيرة الكثير من الأزمات والصفقات التي تدار في المنطقه وان كان الضلال يخيم على بعض منها. وكشفت هذه الاحداث ايضا حجم الفرز الذي ظهر على السطح في تباين الاراء لدى المكونات السياسية في اليمن حول اولوية الوقوف مع او ضد صالح. وحده حزب الإصلاح الذي تبنى موقف موحد ظهر على لسان قاداته وقواعدة وحسم الأمر منهم بالوقوف مع الحوثي ضد صالح. فهل كان هذا الموقف هو ترجمة واقعية لما يتم تسريبه من محاولة قطرية لإعادة جمع ما سمي بجناحي ثورة فبراير 2011م واعادة احياء الربيع العربي؟ ام ان ذلك يأتي ترجمة للمفاوضات القائمة بين قيادات عليا من الحوثي والإصلاح برعاية قطرية ايرانية كما نشر موقع ميدل ايست آي البريطاني بتقرير استراتيجي حول هذه المفاوضات. توكل كرمان القيادية الاخوانيه الحائزة على جائزة نوبل للسلام ومستشارة امير قطر تبدو هي الاكثر اندفاعا" وترجمة للسياسه القطرية في اليمن وهي بذلك تكشف عن الوجه الحقيقي لسياسه الجماعة وان حاول اليدومي والأنسي اخفاء ذلك امام ولي العهد السعودي. توكل التي بشرت باعادة تجديد الربيع العربي واحياء التحالفات الثورية في مخاضرتها بكندا وامريكا اللاتينية قبل ايام لم تخفي في تعليقها على احداث صنعاء تفضيل الحوثيين على صالح ...وهو ما يتوافق مع معلومات الرأي الثالث حول توجيهات من قيادات عليا في حزب الاصلاح لمناصريهم لدعم الحوثيين لوجستيا" واعلاميا" ضد صالح والمؤتمر. هذا الموقف الواضح للحزب ليس له الا تفسير واحد وهو حجم الضمانات التي قدمتها قطر وايران لحزب الإصلاح كشريك اساسي مستقبلي للحوثي وفقا" للرؤية القطرية التي تحاول كسر التحالف العربي وارباك المشهد في اليمن لتخفيف ضغط الحصار عليها ولحرف الانضار حول دعمها للجماعات الإرهابية وفشلها في المنطقة. فضلاً عن كون حركة الإخوان المسلمين لاترغب بالقضاء على جماعة الحوثي خوفاً من الدور التالي في ظل تحركات دولية لإستئصال الجماعات الدينية لذلك يرى الإصلاح " الإخوان المسلمين " ان بقاء الحوثي واستمراره في تهديد السعودية هو ضمان لبقائهم وتحقيق اهدافهم في الإبتزاز وفي اطالة الأمد الزمني لعمر الجماعة في اليمن.