عادت المعارضة اليمنية إلى الاشتراطات مجددا بصدد التوقيع على الآلية التنفيذية بالتزامن مع التوقيع على المبادرة الخليجية وأعادت المعارضة الأمور والمسارات كلها إلى نقطة الصفر باشتراطها كما في البداية توقيع الرئيس علي عبدالله صالح وتنحيه عن السلطة أولا قبل الخوض في أي خطوات قادمة. ونقلت مصادر سياسية مطلعة من لقاء المبعوث الدولي جمال بن عمر وقيادة المعارضة اليمنية اليوم أن المعارضة رفضت رفضا قاطعا مناقشة التوقيع المتزامن على المبادرة والآلية معا قبل نقل السلطة من الرئيس لنائبه, وهو ما يزكي بطريقة أو بأخرى بحسب المصادر التخوفات والتحفظات الكثيرة التي يعبر عنها الرئيس صالح منذ بداية المفاوضات ومساعي التسوية وتتعلق بإمكانية انقلاب المعارضة على المبادرة بمجرد تنحيه والتوجه لإسقاط بقية مكونات النظام والإطاحة بنائب الرئيس حال كونه قائما بأعمال الرئيس. وفي تعليق أولي على موقف المعارضة قال محلل سياسي فضل عدم ذكر إسمه إن فريق الحرب ممثلا بالجناح الفبلي والعسكري للإخوان المسلمين والمسنود بالتكوينات الدينية المتطرفة في حزب الإصلاح يكون بهذا قد فرض خياره بالذهاب إلى الحرب باعتبارها حسب وجهة نظرهم الاستراتيجية الكفيلة باجتثاث النظام بكافة مكوناته من خلا تعميم الفوضى الشاملة ونشر الرعب حتى يتمكنوا من ضرب جميع الخصوم في الساحة بما فيهم بعض حلفائهم الحاليين وبناء نظام حكم على مقاسهم. وأضاف أن فريق الحرب يعاني من عمى كلي سببه المصالح والإيديولوجيا ما جعلهم غير قادرين على فهم الواقع اليمني وتركيبة القوى في اليمن, فخيار الفوضى والحرب قد يقودهم إلى الفشل والهزيمة بعكس ما يمنون أنفسهم, والأخطر هو احتمال أن يتحول هذا الفريق إلى صاعق يفجر اليمن ويقوده إلى صراعات تأخذ بالبلاد إلى التفتت. جيش بديل ووحدات أمن جديدة وأشارت مصادر خاصة أن حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن" قام بتجنيد ما يربو على العشرين ألفا من عناصره، خلال الستة أشهر الماضية، في هيئة الوحدات العسكرية والأمنية القائمة، على أن تخلفها وتحل بديلا عنها بعد سقوط النظام. وكشفت المصادر عن استمرار فتح باب التجنيد من قبل الإصلاح لمنتسبيه من الشباب، وأن العدد مرشح للزيادة، بحجة تشكيل وحدات أمنية وعسكرية كافية لسد الفراغ الذي سيخلفه بعد سقوط النظام تسريح منتسبي الأمن والجيش. ويتم تدريب المجندين "الاخوانيين" على أيدي ضباط الفرقة الأولى مدرع وفي مقرها في العاصمة صنعاء، ومناطق أخرى مثل أرحب وعمران وتعز، وكذلك الحديدة التي كان "أخبار اليمن" في وقت سابق قد نشر معلومات مؤكدة حصل عليها تفيد بإنشاء معسكر تدريبي لحزب الإصلاح في مديرية الدريهمي. ولفتت المصادر إلى أن السمة الغالبة على المجندين من حزب الإصلاح صرامتهم الدينية "السلفية" وانه يتم فرز منتسبي الحزب من الشباب على فئات أعلاها "الأكثر تدينا" وأن هذه الفئة هي الأكثر حظا في التجنيد، بينما يتم استبعاد حتى ذوي الميول البسيطة للانفتاح على التيارات غير الدينية، وكذلك الانفتاح على التيارات الدينية ولكن ذات المنهج المغاير للإخوان المسلمين. وقالت إن غالبية المجندين الإصلاحيين هم من الطلاب الجامعيين الذين لم يكملوا مرحلة البكالوريوس، مشيرة إلى أن حرص حزب الإصلاح المستميت على إعاقة الدراسة الجامعية في جامعة صنعاء لهذا العام يعود في أحد أسبابه إلى كون طلاب الحزب منخرطين في التدريب بالمعسكرات، وأن التكوين العسكري له الأولوية في هذه المرحلة وليس التعليم. وأضافت المصادر نقلا عن مجندين إن ما يقارب النصف من الإجمالي الكلي لمتدربي الإصلاح في المعسكرات ينضوون تحت اسم "حراس العقيدة الثورية" وذلك في مقابل "الحرس الجمهوري" الذي يشن عليه حزب الإصلاح عبر وسائل الإعلام وسواها حملة شرسة من مظاهرها تسميته ب "الحرس العائلي". وتشير المعلومات إلى توجه يبيته الإخوان المسلمون والقيادات العسكرية المنشقة يتضمن تسريح وحدات الجيش والأمن ما عدا الفرقة الأولى مدرع واستبدال قوات الحرس الجمهوري بحراس العقيدة الثورية التابعة لحزب الإصلاح. وهو ما يفسر إصرار أطراف في المعارضة يتصدرها حزب الإصلاح والقيادة العسكرية المنشقة وأولاد الشيخ الأحمر على فرض ما يسمونه "إعادة هيكلة الجيش والأمن" في مفاوضات التسوية الجارية. وطبقا للمصادر نفسها يتوزع النصف الآخر من مجندي حزب الإصلاح على العديد من أسماء وحدات الجيش المتبقية, بالإضافة إلى الأمن الذي أوضحت المصادر أن من أسماء وحداته البديلة "أمن الثورة" ويضم هذا المكون عدة تشكيلات أمنية منها "الأمن الوقائي" ويختص بضبط الحالات المخلة بمظاهر التدين.