أخلت السلطات السورية الثلاثاء سبيل 1180 موقوفاً ممَّن قالت إنهم "تورطوا في الأحداث ألأخيرة في البلاد، ولم تتلطخ أيديهم بالدماء"، وذلك قبل يوم واحد من اجتماع تعقده الجامعة العربية في الرباط على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الأزمة السورية. فقد نشرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء "سانا" الخبر، مشيرة إلى أن السلطات السورية كانت قد أفرجت في الخامس من الشهر الجاري عن 553 موقوفاً، وذلك بمناسبة عيد الأضحى. من جهتها، قالت "لجان التنسيق المحلية في سورية" إن عدد القتلى الذي سقطوا في عموم البلاد الثلاثاء بلغ ستة أشخاص، بينهم طفللان. وقالت اللجان إن ثلاثة أشخاص قضوا في حماة واثنان في حمص وشخص واحد في إدلب. في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان: "إن تركيا لم تعد تثق بالنظام السوري". وحذَّر أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد من أن "قمعه الوحشي لمعارضيه سيعني وضع اسمه في قائمة القادة الذين يعتاشون على الدم". ودعا أردوغان الرئيس السوري إلى معاقبة المسؤولين عن الهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية التركية في سورية. وقال رئيس الحكومة التركية: "بشار، لديك آلاف الناس في السجون، ولا بد لك من أن تجد المتسببين وتعاقبهم". وأضاف أردوغان قائلا: "ليس في توقعاتنا أن يلبي نظام الأسد كافة مطالبات الشعب السوري، وأمنيتنا، بعد أن أصبحت الأمور عند نصل السكين، أن لا تدخل الأمور في طريق اللاعودة، والذي يؤدي إلى حافة الفوضى". وقال أردوغان: "لا نظام يمكنه البقاء مع ممارسة القتل أو الزج بالسجون، ولا أحد يمكنه بناء مستقبل بدماء المعارضين". من جانب آخر، أعلن مجلس التعاون الخليجي أنه يعارض دعوة الرئيس الأسد لعقد قمة عربية طارئة للبحث في الأزمة التي تمر بها بلاده. وأوضح الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، أن المجلس "يرى أن طلب عقد قمة عربية في هذا الوقت بلا فائدة"، خصوصا وأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في الرباط الأربعاء. وتأتي التصريحات التركية والخليجية الأخيرة في إطار تزايد الضغوط الإقليمية والدولية على الأسد للتنحي، وعلى الأخص بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية فيها ردا على ما قالت إنه فشل الحكومة السورية بوقف قمع الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام. ونقل مراسل بي بي سي في القاهرة عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إنه لن يُعقد اجتماع بين الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، مع وفد من المعارضة السورية الثلاثاء. وذكرت المصادر أن العربي غادر القاهرة بصحبة مساعديه إلى الرباط لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب حول الوضع في سورية الذي يعقد الأربعاء. دعوة للحوار الملك عبد الله كان الملك الأردني أول زعيم عربي يدعو الأسد صراحة إلى التنحي على صعيد متصل دعت روسيا المعارضة السورية المناوئة لحكم الأسد الثلاثاء إلى إجراء محادثات مع الحكومة السورية لوضع حد للعنف في البلاد، المتواصل منذ ثمانية أشهر. وناشد الوفد الدبلوماسي الروسي الذي اجتمع مع وفد المجلس الوطني السوري المعارض، برئاسة برهان غليون، جماعات المعارضة السورية إلى "نبذ العنف كوسيلة لتحقيق غايات سياسية". كما دعت موسكو، في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، تلك الجماعات إلى "الانضمام فورا إلى مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية، والبدء بحوار مع السلطات السورية." وكان وفد من المعارضين السوريين في الخارج قد بدأ زيارة إلى موسكو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس، ومن أبرزهم وزير الخارجية سيرغي لافروف.