نقل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء عن الرئيس السوري بشار الأسد "التزامه" بوقف العنف ورغبته في توسيع بعثة المراقبين العرب, وطالبه في المقابل بتنفيذ الإصلاحات الموعودة, في حين تحدثت تركيا عن مبادرة بشأن الأزمة السورية. ونقل لافروف إلى الرئيس السوري رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيدف, وذلك بعد يومين من استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يتبنى مبادرة الجامعة العربية لتسوية الأزمة في سوريا. وأثار الفيتو الدول العربية والغربية الراعية لمشروع القرار مما حدا بها إلى اتهام روسيا والصين بمنح النظام السوري رخصة للقتل, وهو ما نفاه البلدان. العنف والإصلاحات ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن الرئيس السوري أكد له أنه "ملتزم تماما" بالسعي إلى إنهاء العنف "من جميع الأطراف", كما أبدى له استعداده للتحاور مع المعارضة. وأضاف الوزير الروسي -الذي رافقه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف وحظي باستقبال حاشد في دمشق من آلاف المؤيدين للنظام- أن الأسد أبدى اهتماما بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أفرادها, واصفا المحادثات بالمثمرة. وفي ما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي وعد بها الرئيس السوري قبل أشهر دون أن يتحقق منها شيء حسب المعارضة, قال وزير الخارجية الروسي إن الأسد سيحدد قريبا موعدا للاستفتاء على الدستور الجديد. ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية السورية فإن مسوة الدستور الجديد ستسلم للأسد غدا الأربعاء. ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف أنه أبلغ الرئيس السوري بأنه يتعين (على القيادة السورية) تنفيذ الإصلاحات الضرورية التي تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في حياة أفضل, قائلا إنه يعتقد أن القيادة السورية استمعت إلى الرسالة. وأعلن الوزير الروسي استعداد بلاده للعمل من أجل التوصل إلى حل سريع يقوم على مبادرة الجامعة العربية. ونقلت وكالة الأنباء السورية من جهتها عن الأسد قوله إن سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في البلاد. وكانت تقارير إعلامية أثارت احتمال أن يحاول لافروف إقناع الأسد بالتنحي بما يساعد على تسوية الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وكرر لافروف مواقف سابقة بأنه يتعين حل الأزمة في سوريا بعيدا عن أي تدخل خارجي. وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي وصل اليوم إلى دمشق حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. مبادرة تركية في الأثناء أعلن رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن بلاده توشك على إطلاق مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض النظام السوري وتقف إلى جانب السوريين. ولم يورد أردوغان -الذي كان يتحدث خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة- تفاصيل عن المبادرة, وما إذا كان لها علاقة بمقترحات غربية لإنشاء مجموعة شبيهة بمجموعة الاتصال التي تشكلت خلال الحرب في ليبيا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون أثارت قبل أيام هذا الاحتمال حين دعت من سمتهم "أصدقاء سوريا الديمقراطية" إلى التوحد في وجه نظام الأسد. وربما يكون الهدف من التحالف الذي دعت إليه هيلاري كلينتون تقديم الدعم للمعارضة السورية. وفي الخطاب الذي ألقاه أمام نواب حزبه شن أردوغان هجوما على النظام السوري, وأكد أن بلاده لن تظل مكتوفة اليدين أمام المجازر في سوريا, وستستمر في دعم جهود الجامعة العربية. وقال في هذا السياق "إن ما يحصل اليوم في سوريا جرم إنساني سيجعل أجيالا قادمة تغير نظرتها تجاه بعض من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان اليوم. إن ما يجري في سوريا امتحان للمشاعر الإنسانية، وإذا كان النظام السوري قد فسر الفيتو الذي قامت به بعض الدول كضوء أخضر له، فمن يتحمل مسؤولية الدماء التي تسفك اليوم؟". ووصف رئيس الوزراء التركي الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع القرار الأخبر بشأن سوريا بالمهزلة, وقال إن مجلس الأمن يأسر مرة أخرى ضمير المجتمع الدولي. بدوره دعا وزير الشؤون الأوروبية التركي إغمن باجيس اليوم في بروكسل المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد للمجازر التي ترتكب ضد المدنيين في سوريا عبر إقناع النظام السوري بإجراء إصلاحات ديمقراطية. اخبارية نت / الجزيرة نت