بدأ رئيس حكومة الوفاق الوطني المكلف محمد سالم باسندوه اليوم (الاثنين) مشاوراته لتشكيل الحكومة في غضون ثلاثة أيام . وقال المتحدث الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك" محمد قحطان لوكالة أنباء (شينخوا) ، أن المرحلة العملية لتنفيذ المبادرة الخليجية بدأت حسب تسلسلها الزمني بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية المبكرة ، وكذلك صدور قرار بتشكيل حكومة الوفاق الوطني . وأوضح قحطان ان باسندوه الذي رشحته المعارضة ، بدأ اليوم مشاوراته مع الأطراف المعنية بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتي ستشكل في غضون الأيام الثلاثة القادمة . في هذه ألأثناء أكدت الأوساط ألإعلامية والسياسية في داخل وخارج اليمن على أن توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية ، يوم الأربعاء الماضي في الرياض مثل بداية انفراج الأزمة اليمنية وأشارت تقارير إخبارية متواترة إلى أن شروع الأطراف اليمنية في التنفيذ العملي للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لنقل السلطة ،تشكل بوادر ايجابية باتجاه حل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عشرة أشهر . لافتة إلى أن المبادرة الخليجية وجدت طريقها للتطبيق العملي ، حيث أصدر نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السبت الماضي ، قرارا باجراء الانتخابات الرئاسية العامة المبكرة في 21 فبراير 2012، وذلك بعد ثلاثة ايام من توقيع الرئيس صالح للمبادرة الخليجية. ونص القرار على "دعوة المواطنين المسجلين في جداول الناخبين وكل من بلغ السن القانونية بموجب وثيقة رسمية تؤكد ذلك للادلاء باصواتهم في الانتخابات الرئاسية العامة المبكرة لانتخاب رئيس للجمهورية ابتداء من الساعة الثامنة صباح يوم 21 فبراير 2012". وأمس الأحد ، أصدر عبد ربه منصور هادي قرارا رئاسيا بتكليف القيادي المعارض محمد سالم باسندوه بتشكيل حكومة وفاق وطنى . وجاء تكليف باسندوه برئاسة حكومة الوفاق بناء على مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية وبناء على ترشيح أحزاب "اللقاء المشترك" وشركاه. واعتبر الحزب الحاكم في اليمن أن هذه الخطوات العملية ببدء تنفيذ المبادرة الخليجية تعد "مؤشر خير" على طريق حل الأزمة . وعن المؤشرات الايجابية على انفراج الأزمة في اليمن مع بدء تنفيذ المبادرة الخليجية قال الدكتور علي العثربي مختص السياسة الدولية والمحلية في حزب المؤتمر الشعبي العام ان المؤشرات القائمة اليوم نتيجة الشروع في تنفيذ المبادرة الخليجية بآلياتها التنفيذية المزمنة ، ايجابية و"مؤشر خير" على طريق حل الأزمة التي يعيشها اليمن منذ فبراير الماضي. وأوضح العثربي لوكالة أنباء (شينخوا) أن هذه الخطوات من شأنها اعادة بناء الثقة ، مشيرا الى أهمية ان تتعامل المعارضة بما يخدم مصالح الشعب والوطن بعيدا عن التعاملات الحزبية الضيقة . ودعا العثربي المعارضة الى " البدء في مرحلة اعادة بناء ثقة الشعب بها من خلال العمل الوطني الجاد ، وادراك ان الارادة الشعبية هي الأقوى ، وان تتعظ الاحزاب في المعارضة من كل المآسي التي ألمت بالوطن والمواطن منذ بدء الأزمة ". وأشار الى أن الخطوات الأولية في تنفيذ المبادرة الخليجية تأتي نتيجة الجهود المبذولة من قبل الطرفين (النظام والمعارضة) ، لاعادة الحياة السياسية والاستقرار مؤكدا بهذا الصدد الحاجة الى حوار وطني بناء يضع مصالح الشعب فوق كل اعتبار . من جهتها ، قالت المعارضة اليمنية ان ما تم تنفيذه منذ توقيع المبادرة الخليجية يعد "خطوات ايجابية" على طريق حلحلة الأوضاع في البلاد . وقال المتحدث الرسمي باسم احزاب "اللقاء المشترك" محمد قحطان ل (شينخوا) ان صدور قرار رئاسي بدعوة الناخبين لانتخابات رئاسية في 21 فبراير المقبل ، وكذلك تكليف باسندوه بتشكيل حكومة الوفاق الوطني بالاضافة الى الشروع في تشكيل اللجنة العسكرية اليوم (الاثنين) كلها "خطوات ايجابية" على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وفقا لجدولتها وخططها الزمنية . ويعتقد مراقبون أن الشروع العملي في تنفيذ المبادرة الخليجية بآليتها الزمنية سيقطع الطريق أمام العديد من الدعوات الرافضة للحلول السياسية . وقال مروان الشيباني المختص في حل النزاعات المسلحة وبناء السلام في اليمني ان البدء العملي في تنفيذ المبادرة الخليجية ، هو بالفعل مؤشر ايجابي جيد كونه حرك الجمود السياسي الحاصل حول الأزمة. وأضاف الشيباني ، أن هذه الخطوات قد تقطع الطريق امام كل الدعوات الرافضة للحلول السياسية والمطالبة بالانفصال (انفصال الشمال عن الجنوب) ، بالاضافة الي أن مشاركة الحوثيين مع المعارضة سيجبرهم علي تهدئة اعمال التصعيد والعمل المسلح . من جهتها ترى الاعلامية اليمنية مها البريهي ، أن ما هو قائم اليوم من مؤشرات ايجابية لحلحلة الأوضاع يعبر عن نية صادقة من قبل الأطراف اليمنية للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اشهر . واوضحت البريهي أن ساحات الاعتصامات لا يزال فيها الشباب المعارضون أصلا للمبادرة الخليجية، لكن الأمل أن يعمل قادة المعارضة على اقناع هؤلاء الشباب بالخروج من الساحات لتتمكن البلاد من الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه. واعتبرت أن التوقيع على المبادرة الخليجية وتنفيذها يعد المخرج الوحيد والآمن لحقن دماء اليمنيين جميعا ، لافتة الى أن المؤشرات القائمة اليوم والمتمثلة بصدور قرارات بشان الانتخابات الرئاسية وكذلك تكليف باسندوه رئيسا لحكومة الوفاق الوطني بناء على المبادرة الخليجية والموقعة من الاطراف اليمنية تمثل بارقة أمل للخروج من الازمة . بدورهم ، يرى شباب ساحات الاعتصامات في اليمن ان هناك خطوات ايجابية لحلحلة الاوضاع في البلاد . وقال الناشط في ساحة الحرية بتعز (256 كم) جنوب صنعاء صدام احمد الكمالي ان صدور القرار بالدعوة للانتخابات الرئاسية وتعيين باسندوه رئيسا للحكومة، يعد خطوة ايجابية على طريق حلحلة الوضع في اليمن. وأوضح الكمالي ل (شينخوا) انهم كشباب سيظلون في الساحات حتى نرى ما ستؤول اليه هذه الانتخابات الرئاسية وما الذي سيقوم به رئيس الحكومة الانتقالية وبالتالي تلبية اهداف ثورتنا الشابة. وتابع "أهداف ثورتنا واضحة، فاذا كانت هذه الانتخابات وهذه التحركات السياسية ستلبي طموحات شباب اليمن الذين خرجوا الى الشارع منذ ما يزيد عن 10 أشهر، فنحن نرحب بها بل وندعمها، اما اذا كانت هذه التحركات مجرد اضاعة للوقت والتسويف، فإننا سنواصل في تصعيدنا الثوري حتى النهاية". وأشار الناشط الكمالي بقوله : " نحن في الساحات مع أي عمل سياسي يخرج دولتنا المدنية الى النور، نحن مع بناء يمن جديد تتساوى فيه الحقوق والحريات