في أخطر تطور تشهده الساحة اليمنية منذ بداية الأزمة السياسية، تصاعدت ردود الأفعال تجاه قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي الأخيرة لتتخذ منحى رفض عام تجاوز نطاق القادة العسكريين الذين شملتهم قرارات التغيير، لتمتد إلى المحافظين الذين أعلنوا اليوم رفضهم القاطع لقرارات هادي، في نفس الوقت الذي تمسكت قيادات حكومية أخرى بمناصبها، الأمر الذي يضع اليمن على كف عفريت وينذر بانفجار وشيك للأحداث، خاصة وأنها المرة الأولى في تاريخ اليمن التي يجري فيها تغيير أكبر قادة الجيش دون تشاور مسبق معهم أو أخذ رايهم بمواقعهم البديلة، في الوقت الذي يقف "هادي" مشلولاً أمام أصغر ضابط في القوات المنشقة التي يقودها الجنرال "علي محسن"، الموصوف ب"أكبر حواضن الارهاب في جزيرة العرب"!!! وأكدت مصادر عسكرية رفيعة إن حالة من الغليان تتصاعد في صفوف القوات المسلحة اليمنية على خلفية القرارات غير المتوازنة التي اتخذها الرئيس هادي، والتي استهدفت تصفية جميع القادة الوطنيين المخلصين فيما تجاهلت القوات المنشقة الخارجة عن القانون، مؤكدة أن الرئيس هادي يقع تحت تهديدات مباشرة من قبل الفرقة الاولى مدرع والجماعات الاسلامية المتشددة، وأنه اصدر تلك القرارات "مكرهاً". واشارت إلى أن اللواء محمد علي محسن وحده المستفيد من تلك القرارات لكونه فرً من ساحة الحرب بمواجهة فلول القاعدة إلى العاصمة صنعاء، وكان قلقاً من تحميله مسئولية أرواح الجنود الذي قضوا على ايدي القاعدة غثر فراره، غير أنه فوجيْ بأن الرئيس يكرمه جزاء خيانته وفراره بتعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة لشئون القوات البرية. وأكدت المصادر: أن المحافظين حمود خالد ناجي الصوفي وصالح حسين الزوعري رفضا أيضا تنفيذ قرار الرئيس هادي، فيما تصاعدت الصوات في مارب رافضة تعيين "سلطان العرادة" محافظاً لها، على خلفية ما تتتهمه به من تطرف إسلامي، وسط أنباء ترجح خروج مظاهرات مناوئة ل"العرادة" يوم غد الأحد في مأرب. على صعيد متصل، أكدت المصادر ذاتها أن حافظ معياد تراجع اليوم السبت عن قرار تسليم المؤسسة الاقتصادية لبديله، وباشر عمله فيها صباح اليوم لينضم إلى قادة الجيش والمحافظين والقيادات الحكومية الأخرى في رفض "القرارات الانقلابية" الجديدة التي اتخذها الرئيس "هادي"، واستهدف من خلالها اقصاء وتصفية جميع القادة من أنصار الشرعية الدستورية!! واستغربت المصادر أن يتورط "هادي" بقرارات من هذا النوع تقصي جميع أنصاره من المواقع المؤثرة، وتحاصره بالقوى الانقلابية والاسلامية المتشددة، وتطلق أبواب اليمن على مصراعيها أمام تلك القوى لتنفيذ مخططاتها الانتقامية من أنصار الرئيس علي عبد الله صالح. واعتبرت المصادر أي تسليم بتلك القرارات بمثابة "انتحار" ليس للرئيس وحده بل لكل القوى الوطنية الشريفة كونها تضع البلد تحت رحمة من عاثوا فيها فساداً، ومن قصفوا الأحياء الشعبية بالدروع ودفنوا ساكنيها تحت انقاضها بلا رحمة، ومن نهبوا المؤسسات واحتلوها، وتحالفوا مع قوى الارهاب لقتال الجيش وتدمير قوة حماية الوطن ونهب معسكراتها. هذا ومن المتوقع أن تشهد الساحة اليمنية تصعيدا ً خطيراً خلال الساعات القادمة إذا لم يراجع الرئيس هادي حساباته في الرضوع لأوامر القوى الانقلابية، والتحرر من دور "محسن سريع" الذي دابت القوى الاسلامية والقبلية على صناعة أنموذجه في المراحل الانتقالية اليمنية!!!