الاحتكاك مع شيوخ الدين المتشددين وشيوخ القبيلة المتأخرين أمر حتمي وطبيعي في ظل ثورة تنبعث من أعماقها قيم للحرية وللعدالة وللتغيير وللمدنية.. ولكن القفز إلى حصد النتائج الآن عبر التصادم الذي لا يحول ولا يغير بقدر ما يدمر و يحطم فهذا هو الخطأ.. أو الاستعجال بعينه. من يقودون التغيير حقا هم من لا يملكون قدسية دينيه أو قبليه ولا يبحثون عنها ولا يتوقون لها بل ان كل أملهم في الخلاص منها وإعادة الناس إلى الفطرة الأولى سواسية كأسنان المشط ... ما يجب أن يحدث هو أن لا يتوقف هذا الاحتكاك وهذا التمرد على كل الأفكار الباليه والطقوس الآسنة المترسخة في أذهان الناس لأحداث ثورة حقيقية في نفوس المتضامن والرافض لتلك القداسة ...وإشعار ذلك المقدس المسترخي المتكئ على ركود الفساد والتخلف بان لا يركن لوضع مشابه سيستمر معه ارتزاقه واكله للمال العام والعبث بسيادة القانون و هيبة الدولة. عليه أن يعلم بأن كل مواطن شيخ في موطنه وان لا صوت سيعلو فوق صوت القانون.. فبناء الدولة بهيبتها وأركانها هو فقط من سيلاشي القبلية بتعصباتها وفوضويتها وتمردها .. ربما علينا حاليا أن نتقبل صرف المليارات "كرشوة " رغم قبح الكلمة لتأليف القلوب أو لإسكات العنف ..مع السعي حثيثا لحل هذا القبح بسلسلة لا تتوقف من الإجراءات ..ولكن ليس علينا أن نعتذر عن مواقفنا ورفضنا لكل صور التخلف والتشرذم ... كما انه لن يكون علينا أن نتوقف عن رفض كل سلوك مغاير لمفهوم المدنية باتساعها للجميع وبقوانينها وعدالتها.. من على صفحته في الفيس بوك