أقر فريق القضية الجنوبية تقريره النهائي حول جذور ومحتوى القضية الجنوبية والذي سيقدم الى الجلسة العامة النصفية اليوم الأحد. وناقش الاجتماع الطارئ الذي عقده الفريق أمس برئاسة محمد علي أحمد رئيس الفريق عددا من الملاحظات التي تقدم بها مكونا المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني حول محتوى التقرير واستوعب عدداً منها. وشملت الملاحظات مقترحات بإدخال تعديلات على بعض ما جاء في محتوى التقرير في الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن المقرر أن يقدم فريق القضية الجنوبية تقريره النهائي حول جذور ومحتوى القضية الجنوبية إلى الجلسة العامة النصفية التي ستعقده اليوم الأحد لمناقشته وإقراره وبه تختتم أعمال هذه الجلسة والتي استغرقت أسبوعين ناقشت التقارير النهائية للفرق التسع . من جانبه أكد عضو فريق القضية الجنوبية قادري أحمد حيدر أن الفريق وصل أمس إلى صيغة توافقية مرضية لجميع المكونات داخل الفريق. وقال عضو فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل قادري أحمد حيدر إنه وخلال الأيام الثلاثة الماضية قام النائب الثاني للفريق/محمد علي أبو لحوم بدور الوساطة للتوفيق بين رؤى المجموعات المختلفة داخل الفريق وملاحظات المؤتمر الشعبي العام. وأشار قادري في تصريح لصحيفةأخبار اليوم إلى أنه وبعد مداولات تمت بهذا الصدد تم استيعاب الملاحظات التي طرحها أعضاء المؤتمر الشعبي العام في إطار توافقي، كما تم الأخذ بملاحظاتهم التي جاءت جميعها في السياق السياسي والوطني العام. ولفت قادري إلى أن بعض الصياغة للأفكار تكون سبب الاختلاف وليس مضمون الأفكار، منوهاً إلى أن التوافق حول الرؤى والملاحظات تم بحضور رئيس فريق القضية الجنوبية داخل الشعبي العام الدكتور/أحمد عبيد بن دغر، والأستاذ/أحمد الكحلاني، حيث تم مناقشة التفاصيل المختلفة في استعادة صياغة بعض الجمل والعبارات بما يتناسب مع الحالة التوافقية وبما يرضي جميع الأطراف، كما هو الأمر بالنسبة للمكون الاشتراكي التي تم استيعابها أيضاً حسب تعبيره. وقال قادري إن فريق القضية الجنوبية هو أكثر الفرق انسجاماً وتوافقاً بالرغم من تعقيدات القضية الجنوبية على اعتبارها القضية الإشكالية داخل مؤتمر الحوار كله، حيث تدخل تفصيلاتها في جميع محتويات الفرق المختلفة، وبالتالي فقد كانت اللقاءات أمس وأمس الأول تأكيداً للمنحى التوافقي وللمرونة السياسية التي تحلى بها بن دغر ورئيس الفريق محمد علي أحمد. وأوضح بأن جميع الخلافات التي كانت لدى بعض المكونات كالمؤتمر والاشتراكي كانت متعلقة بإعادة قراءة الماضي وليس لكيفية التوجه نحو المستقبل، منوهاً إلى أن المستقبل هو المهم الآن، وأما الماضي، فإنه ينبغي أن يتم إعادة صياغته بما يساعد على الدخول في المستقبل، مضيفاً: أن الجميع أدرك أن الماضي وقائع وحقائق تاريخية، حصلت وليس بأيدينا اليوم إعادة قراءتها أو إنتاجها أو كتابتها بأثر رجعي، كونها حقائق حدثت في العملية السياسية التاريخية التي حدثت في اليمن جنوباً وشمالاً، وكانت لها شروطها الموضوعية التاريخية، حيث لا يمكن أن تقرأ برؤى اليوم. ونوه إلى أن الحلول للقضية ليست من اختصاصات هذه المرحلة التي فيها يتم تحديد استخلاصات لجذور ومحتوى القضية، فيما الحلول ستأتي في المرحلة القادمة، بما يعني أن الفريق معني حالياً بتحديد موقف من الماضي. ولفت قادري إلى أن الدولة المركزية التفصيلية التي أُنتجت من خلال الوحدة الاندماجية الفورية في 22مايو 1990م وصلت إلى طريق مسدود وفشلت ولم تستطع تحقيق إنجازات حقيقية فيما يتعلق ببناء الدولة وبناء وحدة حقيقية. وعزا قادري بروز الحراك الجنوبي ثم الثورة الشبابية الشعبية في فبراير2011م إلى عدم قدرة النظام السياسي تحقيق ما وعد به الناس على الأقل أو ينتج دولة وحدة حقيقية بقدر ما أنتج دولة فيد وغنيمة ودولة حولت الجنوب كله إلى أرض خراجية مفتوحة للنهب والغنيمة للجماعات المنتصرة وبالتالي هذه الدولة سقطت وفشلت وعجزت فيما الوحدة لم تفشل كفكرة وقضية عدا النظام السابق أوجد حالة من المماهات والخلط بين الوحدة والنظام السياسي، حيث كان هذا الأخير يطرح نفسه كأنه الحامل لمشروع الوحدة وحاميها في الوقت الذي هو أفرغ الوحدة من كل مضامينها حد قوله. وقال إن الوحدة بالصورة التي جعلها النظام تنبدو في أذهان الناس لم يعد لها حضوراً ويرى قادري أن لا خيار لليمنيين سوى الدولة الاتحادية الفيدرالية ثم الاتفاق على هوية هذه الدولة. وقال إن الفريق حدد أن حرب 94 والقوى التي حكمت بعد الحرب وما حدت من القاء شراكة الجنوب السياسية والوطنية من السلطة والثروة هي من انتجت القضية الجنوبية. وقال قادري إنه تم تغيير أكثر من 75% من مواد دستور الوحدة وتحويله إلى دستور يعطي صلاحيات هائلة للأطراف المنتصرة. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار يقوم على أساس المناطقية بين الشمال والجنوب بمعنى محاولة إعادة صياغة عقد جديد للوحدة وكذلك عقد جديد لإعادة بناء الدولة، منوهاً إلى أن مشروع الدولة سقط وكذا الآن محتوى الوحدة التي حاولت دولة السلطنة حد قوله فرضها بالقوة بعد 94 سقطت، كما أن الدولة المركزية البسيطة العفوية سقطت بثورة الشباب.. وحول هل سيكون الانفصال أحد الخيارات والمشاريع المطروحة كحلول للقضية الجنوبية.. يقول قادري إنه يصعب الإجابة على هذا الأمر المعقد، مكتفياً بالتأكيد على أن يشعر الجنوبيون بعودة مصالحهم من خلال الوحدة وإعادة ما تم نهبه من ممتلكات الدولة والأفراد بمصالح حقيقية لهم وقرارات جديدة حقيقية يتخذها رئيس الدولة، وهي المعالجات التي يجب أن تكون قبل الحوار وأثناء الحوار وبعده. ونوه إلى أن المعالجات بالنسبة للقضية الجنوبية لازالت في حدود القرارات النظرية ولكن لم تتحول إلى حقائق مادية وملموسة في حياة الناس، حيث ما يزال أبناء الجنوب يشعرون بنفس الضيق الذي كان في السابق. ولفت إلى أن المزاج في الجنوب حتى الآن لم يحدث فيه أية تعديل من خلال التحقيق من وطأة ما جرى منذ 94م، منوهاً إلى أنه نحو 150ألف حسب بعض التقريرات لازالوا خارج نطاق العمل وبدون حقوق حقيقية والناس مازالوا يعيشون حياة قاسية ومريرة بالجنوب.