كادت الحياة أن تبتسم لها لولا أن زوجها رحل تاركاً لها ابنها الوحيد، وبعد رحيله بدأ شريط معاناتها ينساب بالظهور، وألمها يستأذن بالنهوض، فابنها يحتاج منها الكثير، وكان عليها أن تعمل لأجله كل شيء، تحملت الأعباء حتى يتعلم ويكبر، وتراه رجلاً يحمل مسؤولية (...)
بدأت ذكرى تنفض غبار الذكريات، وتغوص في أعماق الحاضر، ململمة بقايا أشلائها المبعثرة على أزقة الطرقات، محاولة للنهوض في جلباب الزمن الجديد، دفنت ماضيها في صندوق اللارجوع، وقابلت عالمها بابتسامة ثغر مسحور، راودها حنينها للماضي، لكنها لم تدع له الحضور، (...)
بعد أيام مضت ، وأحلام ودعت ، وليالي سهر انطوت ، بات الجميع ينتظرون الوعد القائم بين أبي علي وأبي راشد ، وعد أطلقه أبو راشد منذ أعوام طوال ، دون أن يعمل حساباً لما هو قادم ، ولا للغد الجميل ، فقد كانت كلماته موزونة وأحرفه مسموعة أمام أهالي القرية ، (...)
على نافذة الذكرى، وتحت ظلال السعادة، بدت هبة تودع أيام شبابها وتلوح بذراعيها لحياة حلوة سترحل، وتفتح ذراعيها لحياة جديدة ستأتي، فقد تقدم أحمد لخطبتها، فرح الأب، والأم أبدت سعادتها، وأخفت ما في نفسها، استعدت ليوم العرس، لكن القلق ظل يرافقها، ويجري في (...)
على وسادة الحزن الغائر، وبينما كانت أوراق الأشجار تلوح بأوراقها من خلف النافذة، بدأت مها تعيد شريط ذكرياتها، جراح بداخلها.. نار تغلي كالبركان... زلزال دمر كل جوارحها، ألم زعزع كيانها.. آهات تطلقها وأنين تكبته، فقد خيم الليل ولن يسمعها أحد، شهقات (...)
كان المساءُ بحيرة، والروحُ تسبح في توهجها، والقلب كالعصفور يقفز باحثاً عن غصنه، فبدت خديجة في غرفتها حزينة ، ترتسم ملامح الحزن في نظرات العيون، مكسورة الروح، مكسورة الجسد ، فتور في اللفتة وفي إيقاع الخطو، وانثيالات في الذاكرة، ملامح ارتسمت على وجه (...)