كنت أمنحك حق اللجوء
لنتسكع في كون مغاير
الان بعد أن غرقنا في زنزانتين مختلفتين
ولك أن تتخيل قتامة الجدران هنا
وتلك الاغلال التي قيدنا بها حضارتنا
غابت قلاعنا وبقيت بيوتنا شاحبة
ارتفعت مآذننا و ماتت بداخلها الضمائر
توشحت المدينة بالخلاص
ظلام يقذفنا (...)
أكتفي بهذا القدر من الحنين
سأبحث عن رحلة فوضوية
بينما العالم يطبخ حكاية جديدة
فوق موقد ربما
سأحرق هناك قشة الأمل الأخيرة
أبدأ بتدوير نفسي
أفكر في جراحة تجميلية
شفط اورام الخيبة
تكبير وجه السعادة
ترميم ثقب الامنيات
حقن الحزن بمخدر الفرح
تجفيف منبع (...)
التجاعيد تملأ صوتك
بعد أن أصبحت باباً مثيراً للشفقة
تثير حكّة الجدران كلّما رحل أحدهم
تتعرّق بعد مناجاة أطياف ضريرة
لا تملك الجرأة للخروج
كيف ستنظر لك الأشجار
المكاتب الفارهة
أخوتك الأشقياء من المناجل ؟
وأنت المرهق من الوقوف تحفظ الغائبين
البيت بارد (...)
ولد في مكان واسع يمتلئ بالهواء
بلا نوافذ
تاركا خلفه بقعة متهالكة
خريطة ملطخة حمراء
كانت تزيح الظلام بضوء زائف
سرير بارد بلا وطن
ملاءات مخضبة بالوجع
وقدور مشبعة بالجوع
الفرح محظور هنا
نقع هنا تحت مخالب الوقت الطاعن
بالحرب
هناك حيث انشغلنا عنك (...)
خرج وطن لشراء أدوية لصغاره
لكنه لم يعد من تلك الليلة
يقول البعض أنه اعتقل سياسيا
بتهمة الوفاء لماضيه
البعض الآخر قالوا
أنهم رأوه يجلس تحت شجرة
يلاعب أطفال الحي
آخرون اكدوا تحوله إلى حافلة يحمل ركاب
من الدرجة الثالثة
وكان يقرأ عليهم كتابا طازجا من (...)