كانت تسهر الليالي فوق مكينة الخياطه وتستيقظ مبكره لتخدم في البيوت لتجمع ما تستطيع من المال لتوفر لابنها الحد الادنى من الحياه والتعليم ، وكان عمار الطفل الهادئ والشاب الذكي الذي يشاهد تضحيات امه ويرد لها الجميل بتحقيق النجاح تلو النجاح كل عام وفي دراسته الثانويه حقق معدل ممتاز اسعد قلب امه التي كانت تخفي عليه هندام عسكري اجتهدت في خياطته سراً لكي تهديه له حين تخرجه من الثانويه ليستعد به لحياته التعليميه القادمه .. زغرودةالام جذبت انتباه الحي وهي تلبسه زي كلية الشرطه التي كانت تحلم تخرجه منها ونذرت بالصدقات حين تحقق هذا الحلم . اخفت ام عمار عن ابنها احزانها واوجاعها وكلام الناس ومرضها المزمن حتى يعيش مرفوع الراس .. وكانت اذان الفجر اللحظه التى ودعته ليذهب للتسجيل بالكليه وهو لابس بدلته العسكريه .. وعادت فوق مكينتها تعمل وتكد من اجل سنوات دراسة ابنها العسكريه .. ونامت دون ان تشعر لشدة الارهاق وصحت على صوت انفجار كبير جعلها ترفع راسها وهي منقبضه وتصرخ بقلب الام عمااااااااار لا يوجد من يقول لها من اين هذا الصوت فاخذت على نفسها وخرجت باتجاه كلية الشرطه .. سيارات الاسعاف تدوي وهروله المواطنين بذات اتجاهها افزعها وجعل قلبها ينقبض اكثر .. نعم كان الانفجار حيث يتواجد الطلبه المتقدمين لطلب التسجيل بالكليه .. شاهدت بين اكوام الجثث جزء من قماش محروق تعرفه جيداً وجرت نحوه غير مباليه بكل ما حولها تصرخ عماااااار ولدي ..عمااااااااااااااااااااااار كل امل عشت من اجله ومت لاجله مئات المرات .. عمار هل تعلم اني رفضت كل الرجال من اجلك واليوم تموت .. عمار وجعي ومرضي المزمن في الكلى بسبب سهر الليالي البارده اخفيته عنك .. عمار لماذا تركتني اليوم وانا من نظفت حمامات البيوت وحجراتها وجدرانها من اجل ان تعيش .. لماذا ضيعت حلمي في ان اشاهد عبر التلفاز حفل تخرجك وانت تسلم العلم لمن يحمي الوطن .. عمار قتلتني مرتين يوم ان رملت من اجلك ويوم فارقتني ،، واحتضنت ما تبقى من اشلاء شهيدها الشاب وقبلته وفارقت الحيا