أتلفت النيابة العامة في اليمن أمس الأربعاء في العاصمة صنعاء نحو 382 كيلو حشيش و2.600 مليون حبة كبتاجون مخدرة، وتعد هذه أكبر كمية من الحشيش والمخدرات المضبوطة خلال العام الماضي، كانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك في عمليات تهريب متفرقة ضبطت بحوزة متهمين يمنيين وأجانب صدرت أحكام قضائية في حقهم. وجرت عملية الإتلاف في مبنى الإدارة العامة للأدلة الجنائية بحضور ممثلي النيابة العامة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات وضباط الاتصال في سفارتي المملكة العربية السعودية والأمريكية في صنعاء. وقال العميد خالد الرضي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية اليمنية عقب عملية الإتلاف، إن الإتلاف هذه المرة يختلف عن الإتلافات السابقة، حيث يتم الإتلاف بواسطة ثلاثة أفران حديثة أوتوماتيكية لا تؤثر في البيئة، ولا في لجنة الإتلاف المكونة من الأجهزة الأمنية والجهاز القضائي. مشيرا إلى أن الأفران الثلاثة مقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة كهدية لإدارة مكافحة المخدرات في اليمن. وأضاف أن الإتلافات السابقة كانت توثر في البيئة وفي صحة اللجنة المكلفة بالإتلاف من استنشاق الدخان والغازات الصاعدة عن الإتلاف من اختلاط المواد المخدرة والمواد المساعدة على عملية الاشتعال. من جهته، أوضح القاضي علي عسكر رئيس النيابة الجزائية المتخصصة، أن عملية إتلاف المخدرات لا تتم إلا بناء على أحكام قضائية. مشيرا إلى أنه منذ أول العام الجاري 2010 تم إصدار سبعة أحكام قضائية، أدين فيها 14 شخصا منهم 11 يمنيا وثلاثة سعوديين، تراوحت العقوبة بين الإعدام والسجن لمدة 25 عاما، مشيدا بدور أجهزة الأمن في إلقاء القبض على المتاجرين بالمخدرات وسرعة تقديمهم للعدالة، لكي ينالوا جزاءهم العادل. وقال القاضي عسكر إنه تم الفصل في 545 قضية خلال الفترة من 2006 إلى 2010م، وأن عدد المجرمين الذين صدرت في حقهم أحكام هم 988، منهم 859 يمنيا و129 من جنسيات أخرى.. وأما عدد المواد المخدرة فقد وصل خلال الفترة نفسها إلى (38 طنا و482 كيلو حشيش)، فيما بلغ عدد الحبوب المخدرة نحو 17.71 مليون حبة مخدر. وتصاعدت حدة عمليات تهريب المخدرات عبر الأراضي اليمنية إلى الأراضي السعودية خلال الأعوام الأربعة الماضية وبداية عام 2010 بصورة غير مسبوقة وبنسب كبيرة، ما بات يشكل قلقا بالغا للأجهزة الأمنية اليمنية والسعودية على حد سواء في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة. وحسب تقارير أمنية رسمية حديثة، فإن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت خلال النصف الأول من العام الجاري 2010 من ضبط نحو 680 كجم من الحشيش المخدر، يُحاكم بشأنها 33 متهما، منهم خمسة أجانب في 19 قضية، فيما في العام الماضي 2009 تم ضبط نحو 26 طنا من الحشيش المخدر و1.411 ألف حبة من المخدرات في 20 قضية و35 متهما منهم أربعة أجانب. كانت اليمن قد احتلت المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي في كميات المخدرات التي تم ضبطها خلال العامين الماضيين 2008 و2009. وحسب اللواء الركن مطهر المصري وزير الداخلية اليمني، فإن اليمن تمثل ممر عبور فقط للمخدرات إلى دول الجوار خاصة السعودية، غير أنه أكد أنها لن تستمر كذلك إذا ظل الحال على ما هو عليه، إذا اتسعت دائرة المتعاطين في اليمن، مشيرا إلى أن مشكلة المخدرات تشكل تهديدا في المجالات كافة، وأن اليمن أصبح محطة عبور لتهريب المخدرات إلى دول الجوار خاصة السعودية.