مفاعل مصري يؤكد اعلان مصر نيتها بناء اربع مفاعلات نووية بحلول العام 2025 الاهتمام المتنامي بالطاقة النووية في سائر منطقة الشرق الاوسط، حيث تسعى ايضا دول غنية بالنفط مثل الكويتوالامارات العربية المتحدة الى ايجاد بديل للوقود الاحفوري لتامين حاجاتها في ظل الطلب المتزايد. في المنطقة كما خارجها، تبقى الاعين شاخصة باتجاه ايران، التي اشارت الى انها ستنتهي من اعمال تشغيل اولى مفاعلاتها النووية قبل نهاية العام الجاري، لتصبح بذلك اول دولة مسلمة في الشرق الاوسط تنتج الطاقة النووية. وأدى اعلان طهران ربط مفاعل بوشهر الذي انشأته روسيا في جنوبايران بشبكة الكهرباء نهاية تشرين الاول/اكتوبر او مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الى دق ناقوس الخطر في منطقة الشرق الاوسط وما عداها. وتشتبه الدول المجاورة لايران والقوى العالمية في ان حكومة طهران المعادية للغرب تسعى تحت ستار برنامجها لانتاج الطاقة النووية للاغراض المدنية الى امتلاك السلاح الذري. وعلى الرغم من القلق ازاء المشاريع الايرانية، الا ان دول الشرق الاوسط تسعى الى امتلاك الطاقة النووية من باب الحاجة اكثر منها على سبيل المنافسة مع ايران، بحسب محليين ومسؤولين.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى المصري مصطفى الفقي، الذي شغل منصب سفير مصر لدى النمسا وممثلها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "انها مسالة طاقة".
وقال ان لدى مصر قاعدة علمية لانتاج الطاقة النووية "عندما كنت سفيرا في فيينا، كان لدينا نحو عشرة مفتشين مصريين".
وتسعى مصر، التي بدات باعلان رغبتها في امتلاك الطاقة النووية منذ خمسينات القرن الماضي، الى انشاء مشاريع لانتاج الطاقة بواسطة الشمس والرياح، اذ تهدف الى انتاج 20 في المئة من طاقتها من خلال مصادر متجددة بحلول العام 2020، حيث من المتوقع ان لا يكفي احتياطاتها من الغاز والنفط سوى لثلاثة عقود.
واختارت القاهرة الشهر الماضي منطقة الضبعة على الساحل الشمالي الغربي للبلاد لاقامة اول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر، ضمن مشروع لبناء اربع محطات نووية بحلول العام 2025، تماشيا مع الموجة الاقليمية لانتاج الطاقة غير التقليدية في ظل تنامي الطلب.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اعلن خلال زيارة الى مصر في حزيران/يونيو الماضي ان الوكالة على استعداد لمساعدة مصر في برنامجها النووي السلمي.
وتمتلك مصر مفاعل ابحاث صغير في انشاص (شمال شرق القاهرة).
وكانت مصر وقعت على معاهدة منع الانتشار النووي عام 1981 وهي تدعو الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وتنتقد بانتظام اسرائيل في هذا الملف.
ويؤكد الاردن الفقير بالنفط ان التوجه الاقليمي نحو انتاج الطاقة النووية تحركه الحاجة الاقتصادية.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية ان الاهتمام المتزايد في المنطقة بالطاقة النووية سببه اسعار النفط المرتفعة، مشيرا الى ان البلدان التي لا تملك احتياطا نفطيا تسعى الى خيارات بديلة لتوليد الطاقة.
وخلال الشهر الجاري، وقع الاردن واليابان اتفاقا للتعاون المدني النووي، هو التاسع الذي تعقده المملكة في هذا المجال.
ويسعى الاردن، الذي يستورد 95 في المئة من حاجاته في مجال الطاقة، الى تجهيز اولى محطاته النووية بحلول العام 2015.
كما ابدت ثلاث دول غنية بالنفط، الكويت والسعودية والامارات، اهتمامها ببناء محطات لانتاج الطاقة النووية.
وتؤكد الامارات، التي تامل في البدء بتشغيل اولى محطاتها النووية في العام 2017 والتي تستورد بالفعل الغاز الطبيعي لانتاج الطاقة، ان الحاجة لا السياسة الاقليمية هي الدافع وراء طموحاتها النووية.
ويتوقع ان يرتفع مستوى الطلب على الطاقة في الامارات الى 40 الف ميغاواط بحلول العام 2020، اي ضعف مستوى الطلب الحالي.
واعلنت الامارات في نهاية عام 2009 انها اختارت كونسورسيوم تقوده شركة كبكو (كوريا الجنوبية) لانشاء اربعة مفاعلات نووية وهو مشروع تبلغ كلفته 20,4 مليار دولار.
ووقعت الكويت، التي تحتل المرتبة الرابعة على لائحة الدول المصدرة لنفط، اتفاقا للتعاون النووي مع اليابان، واعلنت نيتها بناء اربعة مفاعلات نووية على مدى السنوات ال12 المقبلة.
وشهدت هذه الدولة تظاهرات عنيفة غير مسبوقة هذا الصيف بعد تسجيل درجات حرارة قياسية وحالات قطع للتيار الكهربائي.
ووافقت السعودية، التي تضم نحو خمس الاحتياطات النفطية المعروفة في العالم، في تموز/يوليو على توقيع اتفاقية للتعاون النووي مع فرنسا، ما يفسح في المجال امام مساعدة فرنسية "لتطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية".
الا ان بعض المحللين يرون ان الاهتمام الاقليمي بالطاقة النووية يتخطى حدود الحاجة الاقتصادية. وقالت ليلى بن علي، مديرة مجموعة "كامبريدج انيردجي ريسيرتش اسوسييتس" الاستشارية للشرق الاوسط ومقرها باريس، "بشكل عام، الدافع لبناء محطات للطاقة النووية تتخطى اي منطق اقتصادي، هناك دوافع استراتيجية".
واضافت "هناك ايضا اسباب امنية، وواقع انه حينما قامت ايران بالاعلان عن برنامجها النووي، بدا واضحا الى حد ما ان بعض دول المنطقة عليها القيام بشيء للرد على ايران النووية، ان بدافع الهيبة او للردع". منذ الثورة الاسلامية في العام 1979، اتهمت ايران مرارا بالسعي الى تصدير الثورة الى المنطقة، وابدت الحكومات العربية قلقا حيال طهران وشكوكا ازاء نواياها النووية. وقال مصطفى العاني المحلل في مركز الخليج للابحاث ومقره دبي ان البرنامج النووي الايراني كان بمثابة دعوة للدول العربية كي تتحرك، مشيرا الى ان الايرانيين يصرون "على حقهم" ويتحدثون عن "توجه استراتيجي".وبرأي الكثيرين، فان اسرائيل، العدو الابرز لايران، تملك ترسانة نووية لا تعلن عن وجودها.