ثمة قواسم مشتركة بين جريمة استهداف البنوك ومحلات الصيرفة في قلب مدينة سيئون التي أقدمت عليها عناصر تنظيم القاعدة وبين جريمة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التي استهدفت سوقاً شعبية في نيجيريا، إذ أن كلتا الجريمتين تمت على أيادي عصابات متطرفة ولهدف واحد هو السرقة، فبينما استحوذ تنظيم القاعدة في سيئون وفي غيرها على اموال باهظة، كذلك عصابة ( بوكا حرام) التي قامت بسرقة كمية من المواد الغذائية والماشية بعد أن قتلت عشرات المدنيين في تلك السوق! لقد رأينا مراراً خلال السنوات الماضية جرائم السطو المسلّح والتقطّع و نهب الممتلكات الخاصة والعامة، حيث تأكد للجهات المختصة أن من يقف وراء تلك الجرائم هو نفس العصابات أو تكاد تكون ممن تقوم بتمويل شراء الأسلحة والمخدّرات لأعضائها من تلك الأموال المنهوبة! و يبدو أن تنظيم القاعدة المنتشر في عديد الدول يقوم على استراتيجية تمويل انشطته الإرهابية بسرقة الأموال لتمويل صفقات السلاح والمخدّرات على حد سواء.. والواضح أنه كلما اشتد الحصار على هذه العصابات في أي مكان من العالم كلما اتجهت إلى اعتماد سياسة الانتحار، حيث تضرب مصالح الناس واستقرار الأوطان بدون هدف وبصورة هستيرية تكشف خيبة هذه العناصر وظلامية تفكيرها وشدة انغلاقها المتعارض مع جوهرة الإسلام و رسالته السمحاء، فضلاً عن أنها تكشف خواء أجندة هذه العصابات الإرهابية، يتساوى في ذلك تنظيم «القاعدة» بكل مسمياته و امتداداته الجغرافية وبين مختلف حركات التكفير والإرهاب التي ابتلي بها العالم بصورة عامة والمنطقة العربية بصورة خاصة كما هو الحال في اليمن الذي نُكب بهذا التفكير الظلامي، حيث أثبت بالدليل أن حاملي راية هذا التفكير إنما هم مجموعة لصوص لا يختلفون كثيراً عن أصحاب السوابق في عمليات السرقة والاحتيال! استذكرت هاتين الحادثتين وأنا أتابع تصريحات بعض أعضاء تنظيم القاعدة ممن أُلقي القبض عليهم في أوقات سابقة على خلفية جرائم إرهابية خاصة وهم يدافعون عن مبرّرات جرائمهم تلك التي لا صلة لها بالإسلام من قريب أو من بعيد قدر صلتها بأن يكونوا مجرد قتلة ولصوص أيضاً.