ما هذا .. هل هو رجل سياسة أم أنه نقّار الخشب.. يداهمني هذا السؤال كلما استمعت إلى بعض من يستضيفهم مديرو الحوارات التلفزيونية في الفضائيات اليمنية. • إنهم يكذبون وكأنهم يتنفسون وينطقون بالفجور وكأنهم يشربون، معتقدين أن ما يلوكونه يصل إلى ما هو أكثر من مجاميع بسيطة ممن تشرّبوا على تلقي كل كذبة كأنها حقيقة. • ولا أعرف إذا كان ينفع مع هؤلاء التذكير بأنهم يمارسون الاستحمام في ذات البركة الراكدة ويوجهون الخطاب إلى ذات المجاميع فيما الغالبية العظمى من الناس تستهجن وتستغرب وهي تغادر أماكن الجهر بالسوء والكذب والفجور إلى فضائيات ومواقف أخرى . • وكثيرة هي المرات التي أجدني وقد كتبت رسالة قصيرة إلى مقدم حوار أقول له فيها.. ليتك قمت بتنبيه ضيفك بأنه يكذب بعنف ويفجر بجرأة لا يحسد عليها، حتى أنك تتساءل هل كل هذا الفائض من الكذب حصاد تعليم وينطلق من ثقافة يجري تعميمها بين هؤلاء، وأي مما يقوله تعبير عن موهبة تم صقلها بالتعلم والدراسة.. • ليس أسوأ من الذين يكذبون على الناس فينالون الشماتة من أول جملة وأول إجابة إلا ذلك الذي يكذب ببطء ويمارس الفجور متصنعاً الوقار بصورة تجعلك تردد ما هذه المثابرة في الكلام الكاذب ولماذا هذه الغفلة عن حقيقة أن لعنة الله على الكاذبين جاءت بنص القرآن الكريم. • ضيف تلفزيوني يكذب وهو يدافع عن الفشل الحكومي.. يكذب وهو يبرر للفساد ويكذب وهو يهاجم خصومه السياسيين تصريحاً وتلميحاً دونما وضع أي اعتبار لمشاهدين إذا لم يكن عندهم قدر وافر من الفهم والتمييز بما حصلوا عليه من تعليم ما قبل تسريب الامتحانات بالجملة، فهم أذكياء بالتجربة بما تبقى لديهم من الذاكرة وأذكياء لأن من يتحدث إليهم لا يستحي من كم التناقض الذي يقع فيه ليس بمواقفه السابقة واللاحقة تجاه الحالة الواحدة وإنما بالتناقض داخل ذات مربع الزمان والمكان الفضائي. • مدفوعاً بالفضول وليس بحثاً عن الفكر أو المعلومة أو الموقف السياسي المحترم تتابع بعض الحوارات فتجد نفسك أمام فقّاسة للكذب ومايكرفون يشيع الفجور لعناصر تمثل تحالفات محروقة جماهيرياً ولا تمثل نموذجاً أو قدوة للشعارات المستهلكة. • تسأل نفسك هل يدرك هؤلاء حجم الرفض الشعبي لما يلوكونه من الكذب؟ وهل من عقلاء ينبهونهم إلى أن عبادة المناصب وعبادة الثروة الجديدة لاتصنع مجداً ولا تحقق انتشاراً ولا تعبر إلا عن الفجور والمزيد من استنطاق شيطان الكذب وأبالسته تنقلاً من حفرة إلى حفرة.