بادر القادة السياسيون البريطانيون ورئيس الحكومة وعدد من وزرائها لتهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان، مستذكرين التاريخ المشترك بين حكومة بلادهم والعالم الإسلامي. ووجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كايمرون، بالتهنئة عبر الفيديو لجميع المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان، وأشاد بمساهماتهم في المجتمع البريطاني. وأكثر ما يقلق السياسيين البريطانيين في الوقت الحالي هو تنامي موجة التشدد في أماكن الوجود الكثيف للمسلمين في المدن البريطانية، علاوة على أن هناك ما لا يقل عن 500 بريطاني يقاتلون الى جانب الجماعات الارهابية في كل من سوريا والعراق. ويخشى الساسة البريطانيون وأجهزة الاستخبارات من عودة العشرات من الجهاديين المدربين من سوريا والعراق والبدء بشن هجمات إرهابية ضد المملكة المتحدة. تأمل وترابط وإلى ذلك، اعتبر كاميرون أن شهر رمضان مناسبة خاصة جدًا بالنسبة لكافة المسلمين هنا وفي أنحاء العالم: إنه مناسبة لدفع الصدقات والمساهمة بأعمال الخير، إنه وقت للتأمل وترابط أفراد المجتمع. وقال إن أعمال الخير ما هي إلا واحدة مما يرمز إليه الإسلام. وهنا في بريطانيا يعتبر المسلمون من أكبر المتبرعين - حيث تبرعاتهم تفوق ما يتبرع به أتباع أي دين آخر. واشار كاميرون إلى أن بريطانيا تشهد روح العطاء هذه طوال السنة، من مساجد تدير أندية رياضية للأطفال المحليين، الى مسلمين يبيعون زهرة الخشخاش الأحمر بمناسبة ذكرى العسكريين الذين ضحوا بحياتهم في الحروب، وأفراد من أنحاء البلاد لبسوا أحذيتهم المطاطية وشمروا عن سواعدهم لمساعدة العائلات التي تضررت من عواصف الأمطار التي شهدناها هذا الشتاء. روح التعاون وأكد رئيس الحكومة البريطانية أن شهر رمضان هو الوقت الذي تبرز فيه روح التعاون هذه إلى السطح، وإنني أفتخر حين أسمع كل عام عن ملايين الجنيهات التي تُجمع لأغراض الخير لمساعدة من هم أقل حظًا منا هنا في بريطانيا، وكذلك من يعانون نتيجة الحروب والمجاعات في الخارج. وقال إن رمضان مناسبة للتأمل والتفكر، وللصيام والصلاة، وللتفكير بأحوال الآخرين "وإنني آمل في رمضان هذا العام أن نتفكر بميزة أساسية من تاريخنا المشترك: بسالة من حاربوا وضحوا بحياتهم لأجل حرياتنا قبل حوالي 100 عام". واضاف: فبعد بضعة أيام من الاحتفال بعيد الفطر سوف نحتفل بمرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى. وقد حارب ما يفوق المليون رجل وفتى من الهند في صفوف قواتنا خلال تلك الحرب، ومن بينهم آلاف من المسلمين. ونوّه كاميرون الى أن هؤلاء عبروا العالم للقتال لأجل الدفاع عن حريتنا، يدفعهم ويوجههم حس الشجاعة والمؤازرة، وفوق كل شيء دينهم. وقال إن إيثارهم وشجاعتهم ساهما في ضمان الحريات التي نتمتع بها جميعنا اليوم، وبالتالي فإننا في شهر رمضان الحالي - في هذه المئوية - سوف نتذكرهم ونتأمل بتضحياتهم. شهر الترابط وأكد رئيس الحكومة البريطانية أن شهر رمضان هو شهر الترابط بين أفراد المجتمع. وليس هناك ما يدل على ذلك أكثر من أمسيات الإفطار، حيث تقدم التمور وكافة أصناف الأطعمة الشهية. وأعرب عن سروره لما شاهده في العام الماضي للكثير جداً من وجبات الإفطار الجماعية تقدم في أنحاء بريطانيا في المساجد والمراكز المجتمعية، وفي المنتزهات وحتى في خيام نصبت لهذا الغرض. وقال ان حكومته ستدعم مجددًا في العام الحالي حملة “الإفطار الكبير” حين يفتح مئات آخرون من المجتمعات المحلية - من ليدز وحتى ليوتن، ومن ووكنغ وحتى مانشستر - أبوابهم لاستقبال مواطنين من كافة الأديان لتناول وجبة الإفطار مع بعضهم البعض وليتعرفوا على جيرانهم. تهنئة كليغ وفي تهنئته، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ: يحل علينا الآن أكثر الأشهر قدسية في التقويم الإسلامي، حين يمارس المسلمون هنا في بريطانيا وفي أنحاء العالم صيام رمضان. وإن كنتم من بين العائلات الكثيرة التي تصوم من الفجر وحتى غروب الشمس فإنني بكل تأكيد لست بحاجة لأقول لكم مدى صعوبة الصيام هذا العام، حيث يحل شهر رمضان في أطول أيام السنة. وأضاف كليغ: أعلم أن الصيام بالنسبة للكثيرين منكم - كإحدى دعائم الإسلام الخمس - يمثل فرصة لتذكر معاناة أكثر الناس فقراً وضعفاً في العالم. وبالنسبة لي، تلك هي روح المبدأ الذي يمثل صميم ما يمثله الدين الإسلامي. إنها تلك الرغبة العميقة برعاية الآخرين. وإنها حس بذل كل المستطاع، بشكل فردي وجماعي، كي يكون العالم من حولنا أكثر ازدهاراً وسلامًا. وقال: وبالتالي أود أن أتوجه بالشكر لكم جميعًا للمساهمات القيمة التي تقدمونها، في كافة أنحاء المجتمع البريطاني وخارجه، في شهر رمضان وطوال العام. وأقول لكل من يحتفل بصيام هذا الشهر: رمضان مبارك. وليام هيغ وتوجه وزير الخارجية، وليام هيغ، بأحر تمنياته إلى المسلمين في بريطانيا وسائر العالم بمناسبة حلول شهر رمضان، وقال في رسالته: مع بدء هذا الشهر الفضيل أتمنى للمسلمين في أنحاء العالم - في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وغيرها من مناطق العالم - شهر رمضان مبارك. وقال: في المملكة المتحدة يُحتفل بشهر رمضان منذ أجيال عديدة، ونفتخر بروابطنا القوية مع العالم الإسلامي، سواء مع شركائنا المعهودين في الشرق الأوسط أو روابطنا التاريخية المتينة في آسيا وأفريقيا أو مواطنينا المسلمين البريطانيين المفعمين بالحيوية والنشاط. واضاف وزير الخارجية: ولا يغيب عن بالنا الكثير من الناس الذين سيكون شهر رمضان هذا وقتاً صعبًا بالنسبة لهم - إنهم المتضررون نتيجة الصراع أو النزوح عن بيوتهم أو الذين يعانون من الفقر. ستواصل بريطانيا دورها الرائد بتوفير المساعدات الإنسانية في أنحاء العالم في سياق التزامنا القوي بتعزيز السلام والأمن والازدهار الدوليين. ستيفن وليامز ووجه ستيفن ويليامز وزير شؤون الجاليات من جانبه التهنئة لملايين المسلمين في بريطانيا وفي الخارج بصيام شهر رمضان، وقال: "كما هو الحال بالنسبة للمناسبات الدينية الأخرى، يمثل شهر رمضان فرصة لأتباع كافة الأديان والديانات ليتعلموا درس التخلي عن بعض من أساسيات الحياة لفترة طويلة من النهار - وهي طويلة جداً في العام الحالي بالنسبة للمسلمين في بريطانيا، حيث يبدأ شهر رمضان ببداية شهر الصيف - ويفكرون بالآخرين ومن هم أقل منهم حظاً. آمل أن يكون هذا الدرس القيّم الذي ينمّ عن سخاء النفس مصدر إلهام للكثير من الناس". وأضاف ويليامز: كما أن شهر رمضان يشجع العائلات والأصدقاء على التجمع عادة حول مائدة الإفطار في نهاية يوم الصيام. وسوف تفتح عشرات المساجد والمراكز المجتمعية وكنيس أبوابهم للمواطنين المحليين لاستضافة “الإفطار الكبير” لتناول وجبة الإفطار. وسوف أحضر إحدى وجبات الإفطار هذه وأدعوكم جميعًا، بغض النظر عن خلفياتكم، للمشاركة فيها بمجتمعكم المحلي. البارونة وارسي ومن جهتها، توجهت وزيرة شؤون العقيدة والجاليات البارونة وارسي بأحر التهاني لكافة المسلمين في المملكة المتحدة وفي أنحاء العالم بمناسبة حلول شهر رمضان، وقالت: إن رمضان مناسبة لنا للنظر بأحوال بمن هم أقل حظًا منا، كما أنه مناسبة للتفكير والتأمل. واشارت البارونة وارسي الى أن القيم التي نعتز بها خلال هذا الشهر الفضيل هي قيم آمل أن يستقي أتباع كافة الأديان والديانات الراحة والصفاء منها، أينما كنا نعيش وبغض النظر عن المجتمعات التي ننتمي إليها. وتابعت: كما يمد ملايين الناس يد المساعدة للآخرين من خلال أعمال الخير والصدقات ومساعدة المحتاجين. وما يبديه المسلمون من كرم بزيادة ما يقدمونه من صدقات بشكل يفوق ما يقدمه أتباع أي دين آخر إنما هو مصدر فخر واعتزاز كبير لنا. وقالت وزيرة شؤون العقيدة: ويسعدني أن أرى مجدداً تنظيم “الإفطار الكبير” هذا العام، حيث ستفتح المساجد في أنحاء البلاد أبوابها مرة أخرى للترحيب بالسكان المحليين والأصدقاء والجيران لمشاركة وجبة الإفطار معهم. وزير المجالس المحلية أما، وزير الجاليات والمجالس المحلية إريك بيكلز، فقال في تهنئته: خلال هذه الفترة من التهجد والتأمل الروحاني، يضحي أصدقاؤنا وزملاؤنا المسلمون في جميع أنحاء البلاد بمباهج الحياة اليومية التي اعتدنا عليها ونعتبرها بديهية، ويتذكرون من هم أقلّ حظاً منهم في هذه الدنيا. وأضاف الوزير بيكلز إنّ قيم الرحمة والإحسان ليست جزءاً لا يتجزأ من الشهر المبارك وحسب، بل نراها بوضوح طيلة أيام السنة، حيث يتبرع أتباع الدين الإسلامي إلى جهات الخير في كل عام أكثر من أي جماعةٍ أخرى، ما يقوّي ويدعم مجتمعاتنا. وهذا مثال آخر على انسجام الإسلام مع أفضل القيم البريطانية. ووقال: إذ يلتقي أفراد العائلة والأصدقاء على مائدة الإفطار في كل مساء، فإن من المفرح أيضاً أن تستضيف المساجد “الإفطار الكبير” مجدداً هذه السنة، حيث تفتح المساجد والقاعات المحلية ودور العبادة المختلفة أبوابها للترحيب بأبناء المجتمعات المحلية لتناول نفس الطعام والتعرّف على بعضهم البعض. وختم وزير الجاليات والمجالس المحلية قائلاً: ومن شأن هذا أن يجعل من شهر رمضان الوقت الأمثل لكسب أصدقاء جدد، وأتمنى لكل من يحضر مآدب الإفطار الكبير وقتاً ممتعًا، أتمنى لكم ولعائلاتكم رمضاناً آمناً ومباركاً.