يبدأ ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، غدا الأحد، صيام شهر رمضان المبارك، بعدما أعلنت الهيئات الشرعية المختصة في عشرات الدول العربية والغربية، مساء الجمعة، أن الأحد، هو أول أيام الشهر المبارك، لتعذر رؤية الهلال أو استنادًا للحسابات الفلكية. وفى حين يبدأ السنّة في العراق صيامهم اليوم، استطلع الشيعة هلال رمضان مساء أمس، الذى وافق لديهم يوم 29 من شهر شعبان. كما استطلع، السبت، هلال الشهر الكريم المسلمون فى دولتى زامبيا وجنوب أفريقيا. اليمن وعلى خلاف ذلك، أعلن اليمن، السبت، أول أيام رمضان، بعد «ثبوت رؤية الهلال» لديها مساء الجمعة، وهو الموقف نفسه الذى اتخذه المسلمون الشيعة في لبنان، والهيئات الإسلامية الرسمية في عدد من الدول، ومن بينها: تركيا وكازاخستان والبوسنة والهرسك وإيطاليا وروسيا وكرواتيا وغانا وكوت ديفوار وشمال قبرص ومقدونيا والجبل الأسود وألبانيا وكرواتيا وتتارستان. ولذلك أقيمت مساء الجمعة صلاة التراويح الأولى في شهر رمضان في تلك البلدان التي بدأت الصيام السبت. أثار إعلان اليمن أن أول أيام شهر رمضان، هو اليوم السبت، خلافاً لسائر الدول العربية التي تصوم الأحد، جدلاً واسعاً، ورأى كثر أن هذا الإعلان قد جرى وفقاً لحسابات سياسية لا علاقة لها برؤية الهلال. ونقلت وكالة تابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، تصريحاً لرئيس "لجنة الأهلّة" في محافظة الحديدة ، الشيخ محمد علي مرعي، مفاده أن رؤية هلال رمضان تعذّرت بسبب الغيوم، وإنما يمكن أن يكون الإعلان الحكومي قد جرى على أساس ثبوت رؤيته في (شواطئ) مدن المخا أو عدن أو حضرموت. وتساءل الكاتب السياسي، عبد الفتاح البتول: "على أي أساس أعلنت دار الافتاء دخول شهر رمضان، السبت، مع أن رؤية الهلال ليلة الجمعة، ثم إن دار الافتاء لم تذكر في بيانها أين ومَن شهد برؤية الهلال كما هي العادة؟ وهو ما يثير الشك". وزاد من الجدل، إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أن السبت هو أول أيام الصوم، وهي المرة الأولى التي يتوافق فيها إعلان الحكومة مع إعلان الجماعة، ما اعتبره البعض "صوماً سياسياً لمجرد مخالفة السعودية". ووجه زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، "كلمة للأمة العربية والإسلامية"، دعا فيها إلى "التمسك بالقرآن وعدم الانزلاق إلى الحروب الطائفية". وأثارت هذه الدعوة تهكّم كثيرين يتهمون الحوثي وجماعته بالفتنة في اليمن. السعودية وكانت المحكمة العليا السعودية أعلنت، مساء الجمعة، بيانًا أكدت فيه أن غدا الأحد هو غرة شهر رمضان المبارك، نتيجة تعذر رؤية هلال الشهر، مساء الجمعة، في لجان التحري الرسمية، كما أعلنت دار الإفتاء المصرية أن الأحد هو أول أيام رمضان. بريطانيا وفي المملكة المتحدة يستقبل غدا الأحد 3,3 مليون مسلم في جميع أنحاء المملكة أول أيام شهر رمضان الكريم حيث يعتبر الدين الإسلامي ثاني اكبر ديانة يعتنقها الأشخاص في المملكة المتحدة وفق احدث الإحصائيات الحكومية البريطانية . ويسجل المسلمون في المملكة المتحدة ما نسبته 5,2% من حجم السكان , حيث يصل حجم سكان المملكة المتحدة الي ما يقرب من 63 مليون نسمة , كما أن المملكة المتحدة تعد علي رأس الدول الأوروبية التي تضم اكبر عدد مسلمين في أوروبا حتى نهاية العام الماضي 2013 , حسب ما أشارت إليه الإحصائية الأوروبية لتعداد السكان وفق الديانة . ويعتبر تمركز المسلمين في أنحاء المملكة المتحدة متنوعا من حيث البلد التي أتوا منها, فهناك ما يقرب من 2,5 مليون مسلم يقطنون انجلترا ومقاطعة " ويلز" مسجلين نسبة 3% من حجم السكان , كما يعيش ما يقرب من 550 الف مسلم في اسكتلندا , مسجلين ما نسبته 0,84% من حجم السكان , اما ايرلندا الشمالية فيقطنها ما يقرب من الفين و980 الفا من المسلمين , وسجلت البيانات البريطانية عام 2011 اكثر من 100 الف من الأشخاص الذين دخلوا الإسلام من ديانات اخرى , بزيادة أكثر من 40 الفا عن عام 2001 , من بينهم 66 % من النساء. وتشير الإحصاءات البريطانية إلى ان عدد المسلمين ما بين عامي 2001 الي عام 2009 تزايد عشرة مرات مقارنة بالديانات الاخري , كما يتقدم مسلمو الباكستان المسلمين في المملكة المتحدة من حيث عددهم ونسبة تواجدهم في المملكة المتحدة ، في حين تصل نسبة المسلمين العرب الي ما يقرب من ربع مليون نسمة من حجم سكان المملكة المتحدة . في بداية القرن الثامن عشر كانت مجموعات من المسلمين تصل إلي شواطئ المملكة المتحدة كبحارة على ظهر السفن التي ترسو في الموانئ البريطانية قادمة على وجهة الخصوص من شبه القارة الهندية وكانت غالبيتهم من البنجاليين , حيث كان عدد منهم يعمل في شركة " شرق الهند " البريطانية ، ومن ثم اقاموا في المدن الساحلية للمملكة المتحدة مستقدمين عائلاتهم للعيش معهم , وكان من اشهر المهاجرين المسلمين الي المملكة المتحدة الكابتن" ساجدين محمد" وكان يعمل في شركة " شرق الهند البريطانية " التي تعمل في نقل كل ما في المستعمرات الهندية من كنوز وتوابل الي المملكة المتحدة . وفي عام 1810 قام الكابتن" ساجدين محمد" بافتتاح أول مطعم هندي ومقهى في لندن وفي منطقة " كارديف" كان أول المسلمين المهاجرين الي المملكة المتحدة من اليمن وكان أيضا بحارا ، وأقام مسجدا في عام 1860 ، ولازال مسجده قائما هناك حتي الآن . على امتداد الأراضي البريطانية يكثر عدد المسلمين في ما يقرب من 15 مدينة ، وتأتي في مقدمة تلك المدن " برادفورد" تليها " لوتن" و"برمنجهام" التي تعد ثاني اكبر المدن البريطانية من حيث حجمها وعدد سكانها ، حيث تضم تجمعات من المسلمين الباكستانيين بنسبة تتعدي الثلاثين بالمائة من عدد سكانها ، وتتوالى المدن التي يكثر بها المسلمون فهناك "بلاكبيرن" و " دوسبيري" و" سلاو" و" ليستر" و " ديربي" و "مانشيستر" و " ليفربول" ومدينة " ميلتاونز" في ايرلندا الشمالية ،وفي اسكوتلندا تتركز تجمات كبيرة للمسلمين في مدينتي " جلاسجو" وادنبره" . أما العاصمة البريطانية " لندن" فهي واحدة من اكبر العواصم الأوربية التي يكثر بها عدد المسلمين سواء من المقيمين أو السائحين أو هؤلاء الذين يأتون إليها للدراسة أو العلاج أو التجارة ، إذ يتواجد في لندن 38% من أعداد المسلمين المقيمين في المملكة المتحدة بها . تعتبر الجالية الباكستانية علي رأس قائمة المسلمين المتواجدين في المملكة المتحدة من حيث أعدادها ، ويليها بعد ذلك الجالية البنجالية التي أقامت اكبر التجمعات الإسلامية في المملكة المتحدة منذ القرن الثامن عشر وحتي الآن ، ومن أوائل القادمين من المسلمين ، ويتواجد البنجاليين القادمين من بنجلاديش في انجلترا ومقاطعة " ويلز" البريطانية وتصل نسبتهم الي 92 % من أعداد المسلمين ، متواجد منهم ما نسبته 24% في العاصمة لندن ، ويلي ذلك الجالية الهندية وبعدها الجالية الصومالية ، حيث تعتبر من الجاليات المسلمة التي أتت عبر البحار من خلال عملهم كبحارة وصيادين فكان أول تواجدهم في القرن التاسع عشر ، وسجلت احدث إحصاءات أعدادهم بما يقرب من 101 ألفا في عام 2008 ، ومتواجدين ما بين 7 آلاف و9 آلاف في مدينة " ليفربول " البريطانية ،ويتواجدون أيضا في مدن مثل " بريستول " وكارديف " ومانشيستر " و" ليستر" و" لندن" و" شيفيلد" . وهناك الجالية التركية التي قدمت إلي المملكة المتحدة منذ النزاع الدائر بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين ، فاتوا إلي هنا القسمان من هؤلاء القبارصة الأتراك والأتراك للبحث عن عمل ، وسجلت الإحصاءات أرقام أعدادهم فكانت 500 الفا من الأتراك في المملكة المتحدة كأول دولة أوروبية يرزح إليها الأتراك . أما المسلمون العرب فيتواجدون أيضا في المملكة المتحدة لكن بأعداد قليلة حيث كان أول الهجرات العربية من الجانب المغاربي واللبناني للعمل وهناك العديد من العراقيين والسوريين والمصريين والليبيين والتونسيين والجزائريين واليمنيين وغيرهم من الجاليات العربية الذين يدينون بالإسلام مقيمون في المملكة المتحدة ، الي جانب يوجد مسلمون أوروبيون ويصل عددهم الي 179,733الف شخصا ، وهم من البوسنة وكوسوفو وألبانيا وشرق ماقدونيا ، كما يوجد مسلمون من إفريقيا خاصة من نيجيريا ويتواجدون بأعداد ليست قليلة أيضا في أنحاء المملكة المتحدة . ورغم وجود طبقات من المسلمين لم يحصلوا علي مستوي تعليم جيد مما جعلهم ليس لديهم وظيفة لائقة بمستوي معيشة متقدم ، لكن هناك إسهام كبير من قبل المسلمين في الاقتصاد البريطاني عبر القرون السابقة والحالية وحتى الآن ، حيث ان الأجيال الثانية والثالثة من المسلمين الذين تواجدوا وتلقوا تعليمهم في المملكة المتحدة قد حظوا بتعليم ووظيفة متميزة جعلت مستواهم الاقتصادي مرتفع ، حيث ان نسبة ما يقرب من 53% من الشباب المسلم التحق بالجامعات وحقق نجاحات ، كما ان هناك 10 الاف مليونير من المسلمين في المملكة المتحدة ، ويديرون اعمالهم الاقتصادية بنجاح ،و يوجد اشهر المسلمين الاغنياء في بريطانيا هو السير " انور بيرفيز" . أما عن المشاركة السياسية للمسلمين في بريطانيا فيوجد مسلمون كثر مشاركين في الأحزاب السياسية البريطانية منها مشاركة كثيرين من المسلمين في كل من حزب " المحافظين" وحزب" العمال " ، حزب " رسبكت" ولا يجب ان نتغافل اختيار البارونة البريطانية المسلمة " سعيدة حسين وارسي" لمنصب وزيرة الدولة لشؤون المجتمعات والعقائد بوزارة الخارجية البريطانية وهي تعتبر أول مسلمة تحصل علي هذا المنصب الحساس بالخارجية البريطانية. إلى ذلك هنأ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وزوجته ميشيل، الجمعة، المسلمين في الولايات المتحدة والعالم كافة بمناسبة حلول شهر رمضان. وفى الوقت ذاته، هنأ وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، مسلمي العالم، في بيان نقلته وزارة الخارجية الأمريكية، متمنياً لهم «رمضان سلمياً، وشهراً مبهجاً». وأوضح البيان أن كيري يعتزم استضافة مائدة إفطار في مقر الوزارة بواشنطن تجمع «قادة من مختلف أطياف المجتمع الإسلامى». وقدم رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، أيضًا التهنئة لجميع المسلمين، مشيدًا ب«مساهمتهم فى المجتمع البريطانى.