يستأنف المحلفون في محاكمة أصغر معتقل بجوانتانامو الكندي عمر خضر، الذي يقال إنه اعترف بارتكابه جرائم حرب في أفغانستان، اليوم الأحد مداولاتهم قبل إصدار الحكم. وأعلن القاضي العسكري باتريك باريش أمس السبت إرجاء المناقشات حتى اليوم الأحد. وكان المحلفون أجروا مداولات استمرت حوالي ستّ ساعات لدراسة حوالي مائتي صفحة في ملف هذه القضية الحساسة التي تتعلق بفتى في الخامسة عشرة أسر خلال الحرب في أفغانستان. وتشكل هذه المدة رقمًا قياسيًا بالمقارنة مع المداولات في المحاكمتين السابقتين لمعتقلين في جوانتانامو اللذين اعترفَا بالتُّهَم الموجهة إليهما، ففي قضيتي "طالبان الاسترالي" ديفيد هيكس وإبراهيم القوصي الطباخ السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لم تستغرق المداولات أكثر من ساعتين، وحدد القاضي اليوم الأحد لاستئناف الجلسة.
وكان الادعاء الأمريكي طلب أمس السبت السجن 25 عامًا لعمر خضر بينما طلب الدفاع السجن عشر سنوات بما فيها ثمانِي سنوات أمضاها في معتقل جوانتانامو حتى الآن.
ويمثل الكندي البالغ اليوم 24 عامًا بعد اعتقاله إثر إصابته بجروح خطيرة في أفغانستان عام 2002، أمام المحكمة بتهمة القتل والتآمر ودعم الإرهاب والتجسس.
وهو متهم خصوصًا بقتل ممرض عسكري هو السرجنت كريستوفر سبير (28 عامًا) عبر إلقاء قنبلة يدوية أثناء معركة في أفغانستان في 27 يوليو 2002.
وكانت هيئة المحلفين العسكرية درست الظروف المشددة لعقوبته حسب المدعين العسكريين، والتخفيفية للعقوبة حسب محاميه، من أجل تحديد العقوبة التي قد تكون السجن مدى الحياة بدون أن تؤخذ في الاعتبار السنوات الثماني التي أمضاها في السجن.
لكن في الواقع وبموجب القانون العسكري، لن ينفذ خضر العقوبة التي أعلنتها هيئة المحلفين ما لم تكن أقصر من تلك المحددة في التفاهم الذي أبرمه مع الولاياتالمتحدة مقابل الإقرار بالتهم الموجهة إليه.
وتفيد معلومات أنّ هذا الاتفاق ينصّ على عقوبة بالسجن ثمانية أعوام يمضى العام الأول منها في جوانتانامو والباقي في كندا إذا وافقت أوتاوا على ذلك.
وقال المدعي جيفري غروهارينغ السبت أمام لجنة عسكرية استثنائية مجتمعة في قاعدة جوانتانامو: إنّ الحكم على عمر خضر "سيوجه رسالة إلى العالم... إلى القاعدة وكل الذين هدفهم هو قتل الأمريكيين وزرع الفوضى في العالم". ورأى أنّ "عمر خضر إرهابي نموذجي.. لقد ارتكب جرائم تنسب إلى بالغين".
وأضاف أنّه "في سنّ الخامسة عشرة يمكن التمييز بين الخير والشر"، مؤكدًا أن "العقوبة القصوى المسموح بها في هذه الحالة هي السجن المؤبد".
من جهته، طلب محامي الدفاع اللفتنانت كولونيل جون جاكسون أن يأخذ المحلفون في الاعتبار السنوات الثمانِي التي أمضاها عمر خضر في السجن وألا يحكموا عليه بالسجن لأكثر من سنتين.
وقال: "لم يكن عمره سوى 15 عامًا" عندما جرت الوقائع و"تأثر إلى حد كبير بوالده"، مشددًا على أنه "كان طفلاً والده سيئ.. وإن كل شاب يجب أن يمنح فرصة ثانية... لم يمنح عمر خضر فرصة أولى أصلًا.. وأعيدوه إلى كندا، إلى البيت ليتمكن من التعلم. لا فائدة من الإبقاء عليه هنا".
ويفترض أن يصوّت المحلفون العسكريون السبعة وبينهم ثلاث نساء بأغلبية الثلاثة أرباع (ستة مقابل واحد) إذا صدر حكم بالسجن لمدة أطول من عشرة أعوام وبأغلبية الثلثين (خمسة مقابل اثنين) إذا كانت مدة العقوبة أقل.
وخضر هو ثالث معتقل في جوانتانامو يعترف بالتهم الموجهة إليه وخامس معتقل يمثل أمام محكمة عسكرية استثنائية، الهيئة التي شكلتها للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية إدارة الرئيس السابق جورج بوش وأعاد الرئيس باراك أوباما العمل بها بعد إدخال تعديلات على نظامها.