طالبت الأممالمتحدة والهيئة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء بفتح ممر إنساني آمن "في اقرب وقت" إلى صعدة لمساعدة آلاف السكان العالقين بسبب المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية. من جهته أعلن الجيش اليمني مساء الثلاثاء انه قتل خلال الساعات ال24 الأخيرة 31 من المتمردين بينهم أحد قادتهم في الهجوم الذي يشنه منذ 11 آب/اغسطس الفائت في محافظة صعدة (شمال) معقل حركة التمرد. وقالت اليزابيث بيرز الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في جنيف أثناء مؤتمر صحافي أن "الأممالمتحدة تطالب بفتح ممر إنساني لأن المدنيين عاجزون عن مغادرة منطقة النزاع". وأصرت بيرز على ضرورة فتح الممر الإنساني "في أقرب وقت ليحصل السكان المدنيون على المساعدة الإنسانية التي يحتاجونها". وأضافت إن "الوضع لا يتحسن بل هو متوتر وغير مستقر فيما تعيق المشاكل الأمنية عمليات وكالات الأممالمتحدة للمساعدة". ومن جهتها اعتبرت الجمعية الدولية للصليب الأحمر أن الوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة يبقى التحدي الأساسي" لعمال الإغاثة شمال اليمن. وأوضحت دوروتيا كريميتساس، المتحدثة باسم الصليب الأحمر، أن "الآلاف من الناس بحاجة ماسة إلى الغذاء والسكن والعناية الطبية وهم يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدة الإنسانية". ومما زاد الوضع سوءا بالنسبة للنازحين الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة في الأيام الأخيرة. ونزح بحسب الأممالمتحدة 150 ألف شخص من شمال اليمن منذ العام 2004، 55 ألف منهم منذ العملية التي أطلقت في 11 اب/اغسطس، و60% منهم من الأطفال بحسب صندوق اليونيسف التابع للأمم المتحدة. وأعلنت هدنة في الرابع من ايلول/سبتمبر للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في مناطق النزاع، إلا أنها لم تدم سوى ساعات قليلة. وتمكن برنامج الأغذية العالمي الاثنين من توفير مساعدة غذائية إلى أقل من عشرين ألف شخص في صعدة بفضل شريك محلي وبفضل الاحتياطي الذي كان يخزنه في المدينة. وأشارت المتحدثة باسم البرنامج أميليا كاسيلا إلى أن "هذه المساعدة تبقى ضئيلة بالمقارنة مع الحاجات الهائلة لسكان المنطقة، سيما وأن عددا كبيرا منهم لم يتلق مساعدة منذ شهر". وأشارت إلى انه تم إجلاء كافة موظفي الوكالة الأممية تقريبا. وكان البرنامج يوفر الغذاء لحوالي 95 ألف نازح في المنطقة قبل استئناف المواجهات. وازدادت مخاوف الأممالمتحدة بشكل خاص مع غياب الأموال التي تلقتها منذ إطلاقها ندائها الأخير بتخصيص 23,75 مليون دولار لمساعدة اليمن في الثاني من ايلول/سبتمبر. وقالت بيرز بهذا الشأن "لم نتلق أي مساعدة حتى الان وهذا مقلق"، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة ستكون ملزمة بضخ المال من صندوقي الاحتياط والطوارئ.