دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة اليمن يوم الجمعة إلى التحقيق في غارة جوية شنتها طائراته الحربية هذا الأسبوع على مخيم مؤقت للاجئين في شمال البلاد وأدت إلى مقتل العشرات. وحثت نافي بيلاي الحكومة اليمنية على عدم تكرار مثل هذا الهجوم مؤكدة على التزامها بحماية المدنيين. وقالت بيلاي "كانت تلك الغارة الجوية القاتلة الثانية التي تسفر عن سقوط مدنيين خلال ثلاثة أيام." وقالت في بيان مشيرة إلى تقارير لشهود عيان "على الحكومة أن تبدأ تحقيقا شاملا في الخطأ الذي حدث وأن تتخذ اجراءات فورية لمحاولة ضمان ألا نرى مأساة أخرى من هذا النوع كان من الممكن تفاديها." وقال مصدر من المخيم وتقارير اخبارية يوم الخميس إن ما يزيد على 80 لاجئا قتلوا في غارة يوم الأربعاء على المخيم الذي يقع في وادي سفيان مركز القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وسئل روبرت كولفيل المتحدث باسم بيلاي في مؤتمر صحفي عما إذا كان هذا الهجوم يمثل جريمة حرب فقال "من المبكر جدا قول ذلك فلا توجد تفاصيل كافية. "لكي تقوم جريمة حرب يجب أن يكون هناك نوع من التعمد وهذا مما لم يتبين في هذا الموقف وفق ما نعرفه حتى الآن. لكن من الواضح انه كان على الأقل خطأ سيئا للغاية ومن المحتمل أن يكون أكثر من ذلك لكننا لا نستطيع القطع بعد." وقالت منظمات الإغاثة إن الموقف الإنساني في شمال اليمن تدهور بشدة منذ منتصف أغسطس اب عندما اندلع قتال بين القوات المسلحة اليمنية ومتمردي الحوثي. ويقول المتمردون انه يسعون الى الحكم الذاتي واتهموا الرئيس علي عبد الله صالح الذي تدعمه الولاياتالمتحدة والسعودية بالاستبداد والفساد وتصعيد الصراع الذي بدأ عام 2004 بشأن السيطرة المركزية. وقالت بيلاي ان المدنيين المحاصرين وسط القتال محرومون من الغذاء والماء والدواء كما عبرت عن القلق بشأن سلامة عمال الاغاثة الذين يحاولون ايصال المساعدات الانسانية الحيوية الى المتضررين وبشأن علاج المقاتلين الاسرى وكذلك تمكن المصابين من الحصول على علاج في المستشفيات وبشأن حرية الصحافة في تغطية الصراع. وقالت وكالة اللاجئين بالامم المتحدة انها تمكنت من ايصال المساعدات الى بعض النازحين المحاصرين في مدينة صعدة هذا الاسبوع من خلال وكالة محلية شريكة. وقالت ميليسا فليمنج كبيرة المتحدثين باسم الوكالة ان الوكالة تأمل أن تتوصل الى اتفاق في القريب العاجل مع السعودية لفتح ممر انساني في المنطقة الحدودية بشمال اليمن بهدف ايصال الخيام والامدادات الحيوية الاخرى الى ألفي شخص. من جهتها دعت السلطات الفرنسية اليوم الأطراف المتحاربة في اليمن إلى الموافقة على "وقف فوري للقتال" وتسهيل الجهود الدولية الحكومية وغير الحكومية لحماية المدنيين ومساعدتهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "نشعر بقلق خاص إزاء مؤشرات بأن عشرة مدنيين وربما أكثر قتلوا في غارة جوية وقعت أثناء اشتباكات بين الحكومة وقوات المتمردين". وأشار المتحدث إلى أنه لا تتوافر لديه تفاصيل محددة حول الغارة الجوية أو المسؤول عن تنفيذها إلا أنه قال إن الاهتمام ينبغي أن ينصب على حماية المدنيين الذين يتعرضون للمعاناة جراء القتال. وتابع المسؤول الفرنسي "نشدد على الحاجة لحماية المدنيين الذين لا يشاركون في العنف ونطالب بشكل خاص بأن يتمكنوا من مغادرة منطقة القتال". كما دعا فاليرو الى تقديم ضمانات لسلامة موظفي الإغاثة الذين يحاولون الوصول الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل معربا عن "قلق عميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في شمال اليمن". كما شدد فاليرو على اهتمام ورغبة فرنسا في احلال الاستقرار باليمن من أجل مصلحة البلاد والمنطقة بأسرها.