عبدالقيوم .. شاب عربي عائد من حرب "الجهاد" – تحت لواء تنظيم "القاعدة" – في أفغانستان، قرَّر الإقامة والإستقرار في اليمن .. تراه يتجول في شوارع صنعاء، يرتاد جوامعها ومقاهيها بكل حرية وثبات خُطى، فيما يواصل اتصالاته ومراسلاته مع زملاء الحرب السابقة من المقيمين في اليمن وخارجها، استعداداً منهم لاستئناف "الجهاد المقدس" في أتون حرب جديدة! أمير – سمير سابقاً – صديق حميم لعبد القيوم، وزميله في ميدان أفغانستان .. يصحو كل فجر ليُصلّي في جامع صغير في أحد أزقة حي "القلوعة" بمدينة عدن، ثم يهرع بعد الصلاة للسباحة في ساحل جول دمور، قبل أن يذهب لصيد السمك .. بعدها يتجول دون مرام في شوارع المدينة، مرتاداً – بين الفينة والأخرى – مجمع "عدن مول" الاستهلاكي، أو محتسياً الشاي في مقهى "زكو" .. ومواصلاً – في الوقت نفسه – التهاتف مع عبدالقيوم وآخرين! بعد فترة، يتفق عبدالقيوم وسمير – أو أمير – وآخرون، على تشكيل تنظيم "جهادي" .. ثم ..... هذا سيناريو فيلم سينمائي أنجزته قريحتي الإبداعية مؤخراً، وانتظر مبادرة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتمويل إنتاجه! .. وأنا على استعداد لإضافة أو تعديل أو شطب أية مشاهد في السيناريو إذا رأت الوكالة أية ضرورة لهذا التعديل، مادام مبلغ الأجر لن يتأثر! هذا "البورتريه" حقيقة قائمة، ليس بالنسبة لموضوع الإرهاب واليمن فحسب، بل لعدة موضوعات تمس تاريخ هذا المجتمع أو واقع ذلك البلد أو هوية تلك الدولة أو عقيدة هذا الشعب .. فالوكالة – سيئة الصيت – على أتم الاستعداد لتمويل أية عملية – سينمائية أو مخابراتية أو عسكرية، لا فرق – تستهدف مراميها في أية منطقة في العالم، لاسيما الشرق الأوسط .. فالغاية تبرر الوسيلة في عُرْف الوكالة الأسطورية التي تُجنّد مرتزقة – من كل جنس ولون ودين وبلد – للقيام بعملياتها القذرة، في ساحات المعارك، أو صفحات الصحف، أو شاشات السينما والتلفزة .. فميدان المعركة – لدى الوكالة إياها – ليس له حدود، فأوله قاع الأرض وآخره درب التبانة!