قال الباحث في شؤون الجماعات الدينية عبد الفتاح البتول:"إن فكرة الحوثية تدور حول السلطة والحكم وأن الحوثيين يريدون التغيير من الأعلى من خلال إسقاط النظام ولايؤمنون بالعمل السلمي". وأشار البتول في تصريح خاص بموقع براقش نت إلى أن "لدى هذه الجماعة اعتقاد مذهبي وطائفي يقول بأن هناك حق إلهي في الحكم والعلم والسيادة والقيادة لأسرة معينة وسلالة مخصصة، وقد قامت هذه الجماعة منذ البداية على أساس عنصري وبعد طائفي". وفي تعليقه على ما جاء في الخطاب الأخير ل عبد الملك الحوثي من أن الحرب التي تقوم بها السلطة هي لاستهداف نشاطهم الثقافي والفكري والدعوي؛ قال البتول:"إن هذا الخطاب ليس جديدا ويكرر في أكثر من مناسبة من باب تحسين، وتزيين صورة الحوثيين أمام الرأي العام، وهو من الكذبات الواضحة والخدع المفضوحة التي لا تنطلي على أحد كما أنه يأتي في سياق الضعف والانهيار الحاصل في صفوف الجماعة". وأضاف البتول "هذه الجماعة متمردة على الدستور والقانون والنظام وشاذة عن المجتمع اليمني في أفكاره ومعتقداته". ومضى قائلا: "هذه الجماعة عبارة عن عصابة متمردة تمتلك الأسلحة، وتنتشر، وتتوسع عسكرياً في أكثر من مكان، وتبني المتاريس من بداية تأسيسها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون جماعة دعوية وثقافية فضلاً عن أن تكون قرآنية كما يدعي عبد الملك الحوثي". واعتبر البتول خطاب عبد الملك الحوثي الأخير متناقضاً مع التصريحات السابقة التي أعلن فيها عن مفاجئات ثقيلة للسلطة، وأن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وأنهم سيخوضون حرب استنزاف طويلة المدى مع السلطة. ومضى البتول قائلاً:"المتتبع لتصريحات وبيانات الحوثي السابقة وخطاباته يجد أنها كلها خطب حرب عسكرية ومواجهة دموية تؤكد طبيعة هذه الجماعة، أما مايدعيه الحوثي اليوم من أن حرب الدولة ضدهم هو سبب نشاطهم الثقافي والفكري ففيه من الدجل والكذب والمغالطة الواضحة التي يستطيع أي شخص عادي أن يكتشفها". واستطرد البتول بقوله: "السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الحرب التي شنتها الدولة ضدهم لأن لديهم قناعات فكرية ومذهبية أم أنها قامت على أساس أن هذه الجماعة متمردة حملت السلاح في وجه الدولة بغض النظر عن الأفكار التي تحملها؟". وأشار إلى أن:"الدولة دعمت هذه الجماعة في البداية عندما كانت ثقافية، ولم تحاربها وكانت جزءاً من الحزب الحاكم، وتتلقى دعماً سخياً، ولم تبدأ الدولة في حربها إلا عندما بدأ التمرد المسلح للجماعة في صيف 2004م". وقال: "بإمكان هذه الجماعة نشر أفكارها في أي منطقة من اليمن بصورة سليمة والناس هم من يقررون قبولها أو رفضها، لكن المواجهات، وخصوصاً الأخيرة كشفت أن لدى هذه الجماعة استعداداً عسكريا وأن ما يهدفون إليه ليس نشر الثقافة والأفكار التي يؤمنوا بها ولو كانوا يريدون ذلك لعملوا على نشر أفكارهم من الأدنى إلى الأعلى لكنهم يريدون التغيير من الأعلى. واختتم البتول حديثه بالقول: "إما أن تنتصر الدولة في هذه المعركة العسكرية - وليس الفكرية لأنها تحتاج لوقت أطول - وإما أن تنتصر هذه الفئة، وتقيم دولتها".