أولاً: لا خوف على الوطن والثورة والنظام الجمهوري، من الحوثي. هذه المخاوف صناعة إخوانية لمآرب سياسية أقلّها الحفاظ على مصالحهم القائمة على حساب الوطن والثورة والنظام الجمهوري.! في أسوأ الأحوال ليس لدينا ما نخسره غير الإخوان المسلمين، لكن في المقابل هناك خوف على الحوثي، من الحوثي نفسه، ومن طبيعة رؤيته ومعالجاته للأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة.. وتحولات الاعتصامات الثورية المخيمة حول صنعاء. بخلاف الذين قاموا أثناء ثورتهم بتقويض الدولة، ومهاجمة القوات المسلحة في أرحب ونهم وبني الحارث والجوف.. والاستيلاء على سلاح معسكر بيت دهرة، وقتل قائده الكليبي، ونهب معسكر الإسرائيلي بالجوف. لا قتلى ولا جرحى ولا معارك ولا مجازر ولا مهاجمة معسكرات، ولا تفخيخ مساجد في الاعتصامات الحوثية الثورية "السلمية المسلحة"!. إنها- حتى الآن- خالية من الأساليب والبهارات الثورية الإخوانية، لكنها على قاب قوسين من الأخونة، قد تندلع المواجهات المسلحة في أي لحظة. هذا بالذات ما يريده خصوم الحوثيين. بلا هوادة، يحاول هؤلاء جعل الرئيس هادي والدولة- بدلاً عنهم وعن حكومتهم- طرفاً في الصراع المرير المعروف بينهم وبين الحوثيين، ويراهنون بكل أساليبهم على تعويض خساراتهم السالفة أمام الحوثيين، من خلال استدراج الحوثيين للانتحار في صنعاء. لنُسمِّ الأشياء بمسمياتها. انزلاق الحوثي في أيّ أعمال مسلحة ضد الجيش والدولة في صنعاء، هي عملية انتحار متكاملة الشروط، عملية مجنونة من هذا النوع ستفقد أنصار الله أنصارهم وقضيتهم ومظلومياتهم، وستخرجهم من وضع حزب الله في لبنان، إلى وضع داعش في العراق.! أثق أن أنصار الله أذكى من التورط في فخ صنعاء، يقترب الحوثيون من الصواب كلما ابتعدوا بأسلحتهم عن صنعاء، وتحاشوا الاصطدام بالدولة والرئيس هادي، سوى ذلك هناك مساحة هائلة للحوار والتدافع السياسي، والوصول إلى حلول وتسويات سياسية، مناسبة ومعقولة. وأخيراً: الله والوطن والثورة.. مقدسات مدرسية، لا يقدسها أمراء الحرب، ولا قيادات الجماعات المسلحة، كلٌّ من هؤلاء يقدس مصلحته ومصلحة جماعته، ويتحرك من منطلق حماية مصالحه، وإضافة مكاسب سياسية أخرى، إنه يفكر بتحقيق أكبر قدر من الربح الخاص، بغض النظر عن أي قدر من خسائر المصالح العامة.!