في زحمة الفوران التي تمر بها تونس كاد اسم زين العابدين بن علي وصورته يأخذان مكان محمد بوعزيزي، الذي أضرم النار في جسده مشعلا انتفاضة تونسية, هي الأولى من نوعها عربيا في التاريخ الحديث، فكانت ثورة غيرت وجه تونس. "العربية" دخلت منزل البوعزيزي، حيث استقبلت مراسل القناة أم محمد بوعزيزي بحزن وأسى عميقين. ذاك الشاب الذي أضحى رمز ولاية سيدي بوزيد وكل تونس، بعدما أحرق نفسه رفضاً لسياسة الظلم، فثار الشعب، وأسقط النظام. وجاءت الزيارة قبل لحظات من رحيل العائلة إلى مكان آخر خوفاً من مجهول قادم.
تعيش العائلة في حي فقير وبيت متواضع، حيث عاش الشاب ومات في مكان قريب، تاركاً عائلة بدون معيل.
أم محمد التي لم تتوقف عن البكاء اختلط حزنها بالفخر أيضاً، وتقول "ابني لم يكن يحب القهر ولا الظلم ولا الاعتداء. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. كان يعمل ويعود للبيت مباشرة. لكن صادفته مشاكل أكبر من قدرته".
أما ليلى، الأخت الكبرى، فتتذكر أخاها بحزن على الفراق، وفخر على ما أقدم عليه، وتقول: "نحن فخورون جداً بما قام به. لأننا نشعر برائحة الحرية والديمقراطية عندنا. نشعر أننا كسرنا حاجز القمع والاستبداد".
بينما تقول الأخت الوسطى، من داخل غرفة أخيها، إن الحياة أضحت جحيماً بفراقه، مشيرة إلى أن أحداً من العائلة لم يعد قادراً على دخول غرفته الفارغة.
محمد البوعزيزي، واسمه الحقيقي طارق، أصبح حديث الناس في منطقته، حتى أن الشارع الرئيسي في المدينة حمل اسمه، بانتظار تمثال سيشيد له تخليداً لمن وصفوه بقائد التغيير.