قال مدير مستشفى في بنغازي بليبيا إن عدد الاصابات التي وصلت للمستشفى حتى صباح الأربعاء 38 وأنه لم تسجل أية حالة وفاة بين المتظاهرين مساء الثلاثاء احتجاجا على اعتقال منسق ضحايا حادثة سجن بوسليم الدكتور فتحي تربل. ونقلت صحيفة قورينا عن الدكتور عبد الكريم القبائلي مدير مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث بمدينة بنغازي قوله إن الحالات التي وصلت مبكراً كانت 13 حالة فقط. وأشار إلى أن تلك الحالات لم تكن تستدعي الإيواء وعولجت في العيادات الخارجية بأستثناء تعرض أحد المصابين لقطع في عصب اليد نتيجة ضربه بالزجاج وأن حالته أفضل وطلب الخروج من المستشفى. مبينا أن الإصابات جاءت نتيجة تعرضهم لرشق بالحجارة وأن معظمهم من رجال الأمن. وذكرت الصحيفة أن الفعاليات الشبابية بمدينة بنغازي أنهت ليلة الثلاثاء الأربعاء مواجهات قصيرة مع مجموعة من محاولي زعزعة الاستقرار قاموا بالتظاهر في ميدان الشجرة بوسط المدينة حيث رفعوا خلالها شعارات معادية لنظام سلطة الشعب. وأشارت إلى أن أولئك المتظاهرون قاموا بحرق وتهشيم قرابة خمس سيارات بشارع جمال عبدالناصر حيث أغلق الشارع تماما وقطعت الطريق على المارة في الوقت الذي جابت فيه شوارع وسط المدينة مسيرات مؤيدة للزعيم الليبي معمر القذافي وتدعو إلى أمن واستقرار ليبيا وذلك حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. وتواصلت الأربعاء بمدينة طرابلس المسيرات المؤيدة للقذافي حيث تجوب مختلف شوارع المدينة وهي تهتف بحياة القذافي وتنتقد القنوات الفضائية وتتهمها بمحاولة زعزعة أمن وأستقرار البلاد. كما شهدت مدن بنغازي وسرت وسبها صباح الأربعاء مسيرات مؤيدة للزعيم الليبي. وعرض التلفزيون الليبي لقطات عن المسيرات المؤيدة القذافي والتي أكد المشاركون فيها على أن " سلطة الشعب خيار تاريخي استراتيجي لا بديل عنه " و " أنهم درع للثورة وحصنها المنيع ، ضد أي متربص أو خائن أو عميل ومأجور".
وقالت مصادر ليبية إن شباب مدينة بنغازي (ألف كيلومتر شرق طرابلس) الذين شاركوا في مسيرات التأييد جابوا شوارع المدينة وهم يرددون الهتافات التي تؤكد التحامهم بالقذافي. مؤكدين في برقية بعثوا بها إليه بأنهم سيكونون "درع للثورة وحصنها الحصين" و"هم ضد أي مرتد وأي عميل وأي خائن يحاول المساس بهذا الوطن وبثورته العظيمة".
ويذكر أن حادثة سجن أبو سليم وقعت في العاصمة طرابلس عام 1996 وأدت إلى وفاة 1200 شخص وأن الحكومة الليبية قامت بمعالجة تداعياتها مع معظم العائلات ودفعت لها تعويضات، غير أن بعض العائلات ببنغازي لازالت تصر على رفض التعويضات التي قدمت لها وتتمسك بضرورة تقديم المسؤولين عن تلك الحادثة للعدالة وتسريع عملية التحقيقات التي تجري بشأنها.
وفي السياق، دعا الاتحاد الاوروبي ليبيا الأربعاء إلى السماح بحرية التعبير و"تجنب القيام بأي عمل عنف" بعد تفريق اعتصام ضد السلطة في بنغازي بالقوة.
وقالت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون "ندعو السلطات إلى الاصغاء لكل الذين يشاركون في الاحتجاجات وما يقوله المجتمع المدني والسماح بحرية التعبير".
واضافت مايا كوسيانجيك "ندعو الى الهدوء ايضا وتجنب العنف"، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي "يتابع الوضع عن كثب".