الإخوة المتزوجون، الأخوات المتزوجات، نظرا لظروف الثورات في الوطن العربي قررنا ما يلي: تأجيل ليلة الجمعة إلى أجل غير مسمى. استئصال الجرجير من جذوره، وتعميم "الكزبرة". كلما شفت زوجتك وهي تتفرج على نشرة أخبار اقلب لها قناة "هي" أو "مطبخ منال العالم"، فأن تطبخ لك عصيد مع زقني وبسباس هندي أفضل من أن تفكر بخلعك، فنحن نعيش في زمن الخلع العربي بكل مفرداته. يمنع منعا تاما التغزل باستخدام العبارات التالية: لا تقل لها: "يا قمر" حتى لا تنطفئ الكهرباء، وتجد نفسك تقول لها: "حبيتك من أول طفي لآخر لصي، لو كان قلبي دبة غاز لأهديتها لك". لا تقل لها: "يا سكر"، لأن السكر غير موجود في البيت وحتى لا تجد نفسك مضطرا أن تحطها في براد الشاي. إياك أن تتغزل بها وأنت تتفرج على نشرة الأخبار، حتى لا تصبح مثل الصعيدي اللي حب يعمل ليلة حمراء ولع في الشقة (أحرقها). اختر ما تقوله بعناية، بحيث يتناسب مع الوضع العام الذي نعيشه؛ كأن تقول لها وأنت تصالحها: "أحاسيسي اليوم احتشدت في مظاهرة، تطالب برحيل حنقك وغضبك مني"... إياك أن تغني لها "ليلة خميس"، والأحسن أن تغني لها "يوم الاحد في طريقي" والا أقول لك، بلاش "يوم الأحد"، فيه عصيان مدني، وهذا يعني أنك ستجلس في البيت حتى تضبح منك وتبصرك جني. لا تقل لها: "جئتك وقلبي من الشوق يدق برع"، قل: "جئتك وعلى كتفي نعشي". أحسن أغنية في هذا الوقت هي: "ثوري ثوري ثوري..."، وإن شئت أغنية رومانسية فالأفضل: "يا غارتاه من ذا الزمان الاعوج لا عاد سلي عازب ولا مزوج". صيغة رسالة الحب كالتالي: "في هذه اللحظات التاريخية، أهديك مشاعري الثائرة، إنها الحرب إذن، ثكلتك أمك يا أم عيالي، أصبئت عن عصيد أبنائنا وأجدادنا وتطلبين مني أن أشتري لك بروست أو كنتاكي؟! ألا تعلمين أن الحراف كفر بجيوبنا، وأنه سيأتي الوقت الذي لا نجد فيه ربع بن دجاج ولا مرقة بنت ماجي"...