انقسمت الساحة اليمنية على خلفية خطاب ديني عبرت عنه هيئة علماء اليمن التي دعت الشعب إلى الالتفاف حول نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية نتيجة عجز الرئيس علي عبدالله صالح عن إدارة البلاد وجمعية علماء اليمن التي دعت أمس جماهير الشعب إلى الالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية التي يمثلها الرئيس صالح . ودعت جمعية علماء اليمن أمس الشعب وفي مقدمهم العلماء إلى “الالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية ممثلة بالرئيس صالح رئيس الجمهورية لا سيما في الظروف الراهنة التي بلغ الاستهداف فيها شخصه ومن بجانبه من رجال الدولة" . وأهابت الجمعية في بيانها ب"جميع أبناء الوطن في الموالاة والمعارضة إلى الوقوف صفا واحدا للحفاظ على الأمن والسكينة والاستقرار والأخذ على كل يد تحاول قطع المواد والخدمات والكهرباء عن أي مدينة أو منطقة من مناطق اليمن والعمل على فضح المتلاعبين والمتسببين في ذلك . ودعت الجمعية شبان الثورة في “مختلف الساحات والميادين إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والتقيد بنهج الشرعية السماوية والسنة النبوية، وتجنب الإثارات والنعرات التي تؤدي إلى سفك الدماء وقطع الطرقات ونهب الأموال وهتك الأعراض وإتباع الطرق السلمية المشروعة في المطالبة بالحقوق وفقا للنصوص الدستورية والقانونية" . وحضت “القيادة السياسية وقوات الجيش والأمن إلى المزيد من ضبط النفس وسعة الصدر لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة وبذل الجهد في التحاور والتقارب مع الأطراف المعارضة من أحزاب وشباب ومعالجة متطلباتهم ومعاناتهم" . وانشغلت الساحة اليمنية بتجاذبات خلفها بيان أصدره 110 من علماء ووجهاء اليمن طالب الرئيس صالح بالتنحي ودعا الشعب إلى الالتفاف حول نائبه الفريق عبد ربه رئيسا للجمهورية، ونددت صنعاء بالبيان الذي قالت إنه عبر عن اتجاه تيار سياسي معروف ووصفت بعض الموقعين عليه من علماء الدين الكبار بأنهم “دعاة فتنة" . وأثار البيان الذي أصدره 110 علماء دين ووجهاء ردود فعل واسعة خصوصاً أنه دعا بصورة مباشرة إلى نزع الشرعية عن الرئيس صالح بالتوازي مع تقارير تحدثت عن منع السلطات أي زيارات للرئيس نتيجة حالته الصحية المروعة . ودعت وزارة الأوقاف والإرشاد المواطنين إلى عدم الإصغاء لما يصدر عن هيئة علماء اليمن من بيانات، فيما أذاع التلفزيون اليمني بيانا لمفتى الجمهورية المرجع محمد بن إسماعيل العمراني نفى فيه صلته ببيان العلماء وقال إنه تفاجأ بإذاعته عبر وسائل الإعلام متضمنا قضايا لا يقرها كونها تسعى إلى “شق الصف وإثارة الفتنة" . وكان العالم الكبير محمد إسماعيل العمراني قد نفى توقيعه على البيان الذي اصدره مجموعة من العلماء ومشائخ القبائل المنتمين معظمهم لحزب الاصلاح , وقال القاضي العمراني في بيان له إنه “تم التدليس والغش عليه من قبل شخص أدعى أنه مندوب لعبد المجيد الزنداني، (رئيس جامعة الإيمان اليمنية الدينية) حيث جاءه إلى منزل ولده عندما كان في فراش المرض وطلب منه التوقيع على البيان". وأضاف :" أنني عندما سألت الشخص المذكور عن فحوى البيان رد علي بأن البيان يدعو إلى توحيد اليمنيين وتجنيبهم الاقتتال، وأن صيغة البيان دينية وليست سياسية". وأشار القاضي العمراني إلى أنه فوجئ بما أذاعته القنوات الفضائية عن ذلك البيان وأنه يتضمن اسمه، مؤكداً أنه لا يقر ما ورد في ذلك البيان الذي يسعى إلى شق الصف وإثارة الفتنة. وكان البيان، الذي حمل توقيع 110 من علماء الدين في اليمن، دعا القائم بأعمال الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي إلى تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد وإجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوماً.واعتبر البيان أن الرئيس صالح “عجز عن القيام بمسؤولياته" خلال الفترة الأخيرة، وأن “عليه أن يتنحى عن السلطة".