محمد الغباري (وكالات) - برزت نذر مواجهة عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة تعز، اكثر فأكثر، بين القوات الحكومية والقبائل المسلحة الموالية لها والمعارضة والعشائر المتحالفة معها، في وقت استعرض كلا الطرفين قوته في جمعة «اليمن اولاً»، لانصار الرئيس علي عبد الله صالح، و«التصعيد الثوري»، لانصار المعتصمين. وقال مصدر يمني مطلع في تصريحات، امس: «توجد تحركات عسكرية لطرفي النزاع في مدينة تعز، جنوبي العاصمة صنعاء، إذ ينشط مسلحون قبليون يحمون المحتجين المطالبين باسقاط النظام، إثر اتهامات لقائد الفرقة الأولى المدرع علي محسن الأحمر، المنشق بدعم وتمويل المسلحين المناوئين في تعز ومحافظات أخرى». وقالت وسائل إعلام تابعة للحكومة: إن «الآلاف من المسلحين القبليين المواليين لصالح يحيطون بالعاصمة صنعاء، تحسباً لأي مواجهات مع المخربين». وعدّت المعارضة اليمنية أن التحركات العسكرية الأخيرة لقوات الحرس الجمهوري، «تعكس الاتجاه بقوة نحو المواجهة المسلحة»، وأن قواته «حصلت خلال الأيام الماضية على دبابات حديثة وأسلحة متطورة وذخائر من روسيا». وأشارت الى أن «وسطاء من دول غربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، يسعون للحيلولة دون نشوب الحرب في اليمن»، وأن «سفراء الدول الوسيطة التقوا في صنعاء، نجل صالح لهذه الغاية». وانتشرت خلال اليومين الماضيين عشرات الدبابات والمصفحات والآليات العسكرية في الشوارع الرئيسة وعلى مداخل الأحياء السكنية وسط العاصمة صنعاء، فيما قامت قوات الجيش المنشقة بالانتشار في الجهتين الشرقية والغربية.
اتهامات متبادلة وأشار بيان صدر عن المركز الإعلامي لشباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء، إلى أن «ساعة الحسم النهائية للثورة الشبابية الشعبية السلمية قد دنت». ودعا الى الدخول في «مرحلة التصعيد الثوري لإنجاز عملية التغيير وإسقاط النظام بداية من الجمعة»، التي أطلق على احتجاجاتها «جمعة التصعيد الثوري»، فيما رد عليها انصار صالح بتظاهرات حاشدة في جمعة «اليمن اولاً». واتهم نائب وزير الإعلام، عبد الجندي، في تصريح، اللواء المنشق علي محسن الأحمر، بأنه «عازم على تفجير الوضع عسكرياً»، قائلاً: إن الأحمر «يريد تنفيذ مخطط يستهدف إضعاف قوات الحرس الجمهوري، بتفجير حروب في المناطق الحدودية، كأبين وأرحب وغيرهما من المناطق، ضد هذه القوات، ليسهل له الاستفراد بالوحدات التابعة لها الموجودة بالعاصمة». وقال بيان للحزب الحاكم: ان «أحزاب اللقاء المشترك تلجأ إلى استخدام أساليب الإثارة والتهويل وإشاعة الرعب، حينما تفقد توازنها السياسي إثر كل فشل تصيبه وخسارة تمنى بها». واضاف: إن «تلك التهديدات لا تخيفنا على الإطلاق، ونحن في المؤتمر الشعبي العام والحكومة، لن ننجر إلى الحرب أو المواجهات المسلحة، ونتمسك بخيارنا وموقفنا المبدئي المعلن، بتغليب العقل ومنطق الحوار والتوافق الوطني وندعو أحزاب المشترك إلى المثل».