قيل إن حزب الإصلاح أبلغ أنصار الله أنه لن يقاتلهم في العاصمة، لن يحارب مع فرقة علي محسن، وجماعة الزنداني، صاحب الوكر الإرهابي المسمى جامعة الإيمان، وذلك لكي يسلم من هجوم أنصار الله.. كما قيل إن سيطرة أنصار الله على بعض مقرات حزب الإصلاح وبيوت بعض قيادات الحزب كان خطأ مؤسفا وقعت فيه اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله.. وهذا الكلام روجته وسائل إعلام وصحف أواخر سبتمبر الماضي، لتبرير السقوط المتوقع، ثم السقوط المدوي والسريع للفرقة وما حولها، وللتعمية عن أسباب السيطرة على تلك المقرات والبيوت. لقد تبين أن الفرقة، وجامعة وجماعة الزنداني، ومقرات الإصلاح، وبيوت بعض الإصلاحيين، كانت كلها ثكنات إرهابية، أمست مواقع محاربين، ولذلك أصبحت موضوعا للهجوم، ومن ثم المقاومة ثم السقوط.. هذا ما حدث بالضبط، وقد صور الأمر وكأنه عقلانية أو تعقل من جانب حزب الإصلاح.. وليس للأمر علاقة بعقلانية ولا تعقل، بل هزيمة كان على الإخوان في حزب الإصلاح وحلفائهم تقبلها لبعض الوقت، وفي الوقت نفسه كان عليهم أن يسبوا الرئيس، وينكروا وجود الجيش، بعد سقوط جيشهم الخاص، كما كان عليهم تخوين وزير الدفاع.. وكانوا أثناء ذلك الوقت في فترة استراحة محارب يراجع خلالها خططه. الإخوان في حزب الإصلاح، ومعهم تنظيم القاعدة الإرهابي، أغبياء وعنيدون لا يتقبلون الهزيمة إلا لكي يحققوا نصراً في مكان آخر، وفي وقت آخر .. تقبلوا الهزيمة في صعدة والجوف وعمران والعاصمة وذمار.. لكنهم لن يقبلوا بهزيمة في أماكن أخرى، الإخوان في حزب الإصلاح، ومعهم السلفيون وتنظيم القاعدة يعتبرون أنفسهم أسياد تلك الأماكن لأسباب مذهبية.. لذلك يحاربون في إب، وسيحاربون في تعز ربما، وفي رداع، ومناطق أخرى بمحافظة البيضاء تحت شعارات مذهبية، أساسها أن هذه مناطق سنية.. لقد بات واضحا أن حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة والسلفيين، توحدوا جميعا، تحت راية السنة، والسنية، والمناطق السنية، ونستغرب من الذين ينفون الصفة المذهبية الطائفية عن هذه الحرب، بينما هي كذلك من جانبهم، وليس من جانب أنصار الله. كان حزب الإصلاح يدعي أنه وريث حركة الإصلاح المعتدلة في اليمن التي قادها زيديون متسننون أمثال المقبلي والشوكاني وابن الأمير.. لم يصمد هذا الادعاء في الماضي، واليوم يتبين أكثر من أي وقت أن حزب الإصلاح شديد الارتباط بتنظيم القاعدة الإرهابي، وبالوهابيين.. كان يزعم أنه ضد المذهبية، ويدعي توحيد المذاهب، وهاهو اليوم يثير العصبية المذهبية، ويحارب تحت رايتها إلى جانب التكفيريين.