في جميع ارجاء الدنيا يوجد سلطة و معارضة, في الدولة الديمقراطية مصلحة الوطن و المواطن فوق الجميع و هناك اسس لا يتم المساس بها مثل السيادة و كرامة المواطن, التنافس يكون ببرامج تهدف لمزيد من الرفاهية و الخدمات و الحد من الفقر و تشجيع التطور العلمي و الثقافي و الاجتماعي لكننا في اليمن نسير عكس ذلك فالسلطة و المعارضة تشترك في نقاط عديده اهمها السرقة و النهب و الفساد و اهدار كرامة المواطن و التخلي عن السيادة بتقديم تنازلات عديدة لدول اخرى و انتهاكات كبيرة في الحقوق و الحريات و الاستمرار بكل الوسائل بافشال الثورة و مسار التغيير. المعارضة الرسمية اليمنية تطلق بياناتها من فنادق خمس نجوم و فلل فارهة, قادة المعارضة منذ فترة في نزهة لعدد من العواصم العالمية يعيشون بعيدا عن هموم الوطن و يسعون للحصول على امتيازات لهم وحدهم فهم لا يعرفون الساحات الا لالتقاط صور تذكارية ثم يعودون الى بيوتهم, كلما استمعت لاحدهم و هو يتحدث لوسائل الاعلام تجد كمية كبيرة من الغباء و السذاجة لا تقل كثير عن تلك الموجودة لدى السلطة و قاداتها ... هذا ليس غريب كونهم من طينة واحدة و عجينة واحدة مصالحهم واحدة و مصيرهم سيكون واحد, لذلك يدركون ان ذهاب واحد منهم يعني ذهاب الاخر, يحاولون الاستمرار بلعبة القط و الفار لاكبر مدة ممكنه للوصول الى حل حل يحمي مصالحهم الذاتية اولا و لن يكون ذلك الا بفشل الثورة و هذا ما تعسى له هذه الاطراف كون الثورة ليست في مصلحتهم بل تعني اجتثاثهم و تقديمهم للمحاكم كون جرائمهم كثرت, لم تكن المعارضة الرسمية في اي يوم بجانب المواطن او تدافع عنه و تعمل لمصلحته فهي منذ زمن انحرفت و اتفقت مع السلطة الفاسدة وجزء منها. رغم جولات و صولات قادة احزاب اللقاء المشترك في المشرق و المغرب لم يتحقق اي نجاح سياسي و لم يهتم بهم احد لم تطلع صورهم على صفحات الصحف العالمية و لم يتم استدعائهم لمنابر دولية كون الجميع يعلم انهم مجرد اذناب لنظام منهار لا علاقة لهم بالثورة وحدها العربية السعودية التي تريد ان تستنسخ منهم و من نظام صالح نظام جديد اخر يحفظ مصالحها و يحميها من شعلة البوعزيزي التي توشك ان تلتهم عروشهم اليوم او غدا , هذا سيحدث بالتاكيد لكنهم يظنون فشل الثورة اليمنية سيمنحهم وقت اكبر على الاقل البحث عن اماكن امينة لثرواتهم وقد سبق و قلنا في مقالات سابقة ان السعودية لا تريد نظام يمني ديمقراطي قوي لكن اي رهان على صالح اليوم او على المعارضة الرسمية سيكون نكسة فالواقع يقول ان هولاء سيرحلون لا محال. هناك مئات المقالات تنتقد اداء المعارضة الرسمية لكن هذه المعارضة لا تسمع نقد و تلهث كالمسعور للحصول على امتيازات و مناصب في سبيل هذا باعت دماء الشهداء بثمن بخس.. في سبيل هذا لديها استعداد على اعطاء امتيازات و تنازلات لمن يدعمها و التنازل عن سيادة استقلال الوطن , هي على استعداد للمارسة كل أنواع القمع ضد الحريات و الحقوق المهم ان تصل الى السلطة باي ثمن و هي مستعدة لتنفيذ اي أجندة فهذه المعارضة الخاصة الفريدة من نوعها لا تملك اي ضمير اخلاقي و الاستمرار في دعمها امر غير مقبول يخالف تطلعات الشعب اليمني و طعنة قوية لثورة الشباب بل يعني ذلك إدخال اليمن في دائرة ضيقة من التخلف و القهر و الفساد و الاستبداد.