نشجب مايقوم به الحوثيون مهما كانت مبرراتهم، ولكن اسمحوا لي فالأحداث لاترسمها الرغبات ولا يمنعها الشجب. هل نستغرب ما آلت إليه الأوضاع في اليمن أم أن ذلك أمر متوقع؟! لكي نجيب عن هذا التساؤل لابد أن نقف على عناصر المشكلة: تعميق ثقافة القبيلة وولاء القبيلة ، وجيش القبيلة والتحالفات القبلية. وللعلم فأضع الكيانات السياسية مايقوم على الولاء القبلي فحتى عندما لايكون هناك عدو خارجي فإن الضعف يأتي من داخل ذلك التحالف وتناحر أبنائه. اليمن سوق رائج لجميع الأسلحة بلا استثناء. وهناك أفراد يملكون مدافع وراجمات صواريخ وربما مدرعات. وهذه أدوات هدم لا بناء. أما دورها الردعي فيكون محصورا على الجيوش الرسمية. الدليل يأتي من الدول المجاورة فسلاح حزب الله وُجّه للداخل بعد أن عجز عن العدو الخارجي. وأسلحة طالبان باكستان ومتفجراتها وجهت للأسواق والمساجد. واليمن ليس استثناء. ضعف التعليم المهني وانتشار البطالة وضعف التنمية المناطقية مهد الأجواء لنمو التيارات المتطرفة سنية وشيعية كما هيأ المنطقة للتدخل الأجنبي. وبرغم أن هناك تكرارا لسيناريوهات الحرب وهذا السيناريو السادس إلا أن اليمن اعتمدت الحل العسكري في كل مرة ولم تحدث تغيرات على مستوى المجتمع المحلي تحصنه ضد هذه التيارات. اليمن واحدة من معاقل القاعدة القوية إذ تأتي بعد أفغانستانوباكستان وكما أن طرق تهريب المخدرات تمر من بيشاور فإن طرق الإرهاب تمر من اليمن بدون علم الحكومة المركزية ولا رضاها. ولا يجهلنا أن التخطيط للعملية التي استهدفت الأمير محمد بن نايف بدأت من اليمن. حسب رأي من سافر إلى اليمن فإن مبلغا بسيطا من المال كاف لتسهيل الأمور حتى لو كانت مخالفة وهذا يصدق على جهتيْ الحدود السعودية - اليمنية. ومن هنا جاءت التسللات المتلاحقة منذ زمن بعيد. من هنا لابد من طرح مبادرة جديدة تحظر السلاح ليس على منطقة أو قبيلة بعينها بل على الجميع. مبادرة تتناول التنمية الشاملة وتحاول حل مشاكل الداخل لقفل الباب على العدو الخارجي. بالنسبة للسعوديين فلا شك أن الوقت حان لحل مشكلة التسلل على الحدود بشكل نهائي لأنها أصبحت تهدد الوطن.