بعد أن قضوا نهارهم على صعيد عرفات وأدوا الركن الأعظم للحج، بدأ حجاج بيت الله الحرام النفرة مشاة وركبانا إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم قبل أن يتوجهوا إلى منى لرمي جمرة العقبة في أول أيام عيد الأضحى المبارك. وكان الحجاج الذين يقدر عددهم هذا العام بنحو ثلاثة ملايين، قد توافدوا إلى صعيد عرفات اليوم الخميس بعد أن قضوا يوم التروية الذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة في مشعر منى في ظل جو ممطر. لكن الأمر تغير اليوم حيث كانت الأجواء الصافية في انتظار الحجاج في عرفات فقضوا اليوم في الذكر والدعاء والابتهال إلى الله وشكره على أن يسر لهم أداء الفريضة التي تعد الركن الخامس في الإسلام. وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بعرفات بعد أن استمعوا إلى خطبة ألقاها مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أكد فيها أن المسلمين أصبحوا يواجهون تحديات كبيرة أهمها الفتن التي يحاول بعض المحسوبين على الإسلام إيقادها بين المسلمين. وبعد وصولهم إلى مزدلفة يصلي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويقضون الليل قبل أن يتوجهوا صباحا إلى منى لرمي جمرة العقبة علما بأن أصحاب الأعذار يمكنهم الاكتفاء بقضاء جزء من الليل في مزدلفة. وعندما يصلون إلى منى غدا الجمعة الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى سيكون على الحجاج رمي جمرة العقبة الكبرى ثم الحلق أو التقصير وذبح الهدي وهو ما يعني التحلل الأصغر من الإحرام، ثم يتوجهون إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج يتحلل بعده الحاج تحللا أكبر ثم يسعى بين الصفا والمروة. و قدزار الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الخميس 26-11-2009 منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة. وبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم بالنفرة إلى مزدلفة للمبيت بها الليلة والتوجه فجر الغد إلى مكةالمكرمة. وقد أتم الحجاج أداء الركن الأساسي من فريضة الحج بالوقوف على صعيد عرفة، حيث أمضوا هذا اليوم وهو التاسع من ذي الحجة في عرفة.
واستقبل جبل عرفات نحو مليوني مسلم وسط أجواء صافية، تذكر فيها المسلمون المكان والزمان الذي ألقى فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) خطبة الوداع. فيما ارتفعت حصيلة القتلى من الامطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة بوابة الحجيج الى مكة الى 77 قتيلا معظمهم جرفتهم التيارات القوية أو غرقوا، والحصيلة مرشحة للارتفاع كما ذكر أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل.
وفي مكة توجه معظم الحجاج إلى عرفات سيرا على الأقدام للدعاء حتى الغروب، ونصبوا خياما في سهل وجلسوا على جانب الطريق في أماكن مخصصة للإيواء أو مكثوا في مسجد نمرة القريب.
ويتوجه الحجاج فيما بعد إلى المزدلفة لجمع أحجار الجمرات. وجاء نحو 1.6 مليون حاج من الخارج لأداء الفريضة.
ويقول المنظمون السعوديون للحج ان الامطار التي هطلت الاربعاء وهي الاكثر غزارة التي تشهدها المملكة منذ سنوات حالت دون وصول الآلاف من جدة الى مكة لكنها لم تسبب وفيات بين الحجاج.
وأكد تقرير لمصلحة الأرصاد السعودية ان هناك احتمال هطول أمطار رعدية على أجزاء من غرب المملكة تشمل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورةوجدة اليوم.
ومن المحتمل غدا الجمعة ان تصل الامطار الرعدية الأجزاء الشمالية من شرق السعودية مروراً بالمنطقة الوسطى وتشمل: حائل، القصيم، رفحاء، وحفر الباطن.
وتسببت السيول في جرف 3 آلاف سيارة وداهمت 1500 منزل في أحياء شرق الخط السريع. وقال الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة عبد الله العمري إن " غرفة العمليات تلقت الكثير من البلاغات، أغلبها بلاغات خاصة بحوادث تماسات كهربائية أو احتجاز نتيجة تجمع المياه وبشكل كبير، إضافة إلى تأثر الكثير من المنازل نتيجة تسرب المياه مبيناً ان جميع فريق الدفاع المدني تعاملت مع البلاغات، وتم تحرك الفرق في وقتها بالاضافة إلى تحريك 3 طائرات إنقاذ قامت بإنقاذ كثير من المحتجزين مؤكداً أنه ما زالت البلاغات تتوافد على غرفة العمليات.
من جابنها، أعلنت وزارة الصحة السعودية أنها بدأت في تطبيق خطة الطوارئ الميدانية المتكاملة داخل مشعر منى؛ حيث أعطت جسر الجمرات الجديد أولوية كبرى في هذه الخطة. وسيتم التواجد الميداني بجوار الجسر من خلال فرق طبية ميدانية بكامل مستلزماتها، وسيارات إسعاف مجهزة كدعم للهلال الأحمر السعودي.
كما سيتم تشغيل (16) مركزاً صحياً للطوارئ تقع على جانبي جسر الجمرات بعد إكمال تجهيزاتها وتوفير القوى العاملة اللازمة لها لتعمل كمراكز طوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة على الجسر وتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج.
وتم إعداد خطة طوارئ لممر المشاة الذي يبدأ من منطقة عرفات ماراً بمزدلفة إلى أن يصل منطقة منى تحسباً لحدوث أي طارئ، فيما تم التركيز على منطقة المشعر الحرام بمزدلفة نظراً لتواجد أعداد كبيرة من الحجيج في هذه المنطقة ومراقبة ومتابعة الوضع ميدانيا ًمن خلال الفرق الطبية الميدانية وسيارات الإسعاف الصغيرة لنقل الحالات المرضية.