وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى العاصمة الليبية طرابلس ظهر اليوم السبت في زيارة هي الأولى بعد الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي. وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن زيارة الرئيس السوداني ستستغرق يومين، يجري خلالهما مباحثات مع المجلس الانتقالي الليبي تتركز حول العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويرافق البشير في هذه الزيارة وفد رفيع، من أبرز شخصياته وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات محمد عطا وحاكم البنك المركزي محمد خير الزبير. وكان الرئيس السوداني أعلن في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الأسلحة التي دخل بها ثوار ليبيا العاصمة طرابلس سودانية 100%. يذكر أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل زار السودان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في أول زيارة لمسؤول ليبي رفيع إلى هذا البلد منذ سقوط نظام القذافي. وأعلن الرئيس السوداني خلال زيارة عبد الجليل أن "الشعب الليبي قدّم للشعب السوداني أعظم هدية بتحرير ليبيا من القذافي ونظامه، لأنه ما من أذية حدثت للسودان -حتى من دول الاستعمار- مثل الأذية التي أحدثها القذافي وجماعته" بالسودان. وكانت الحكومة السودانية تتهم القذافي بدعم حركات التمرد في إقليم دارفور غربي السودان المضطرب منذ عام 2003، والذي يقع بمحاذاة الأراضي الليبية مباشرة. وبالتزامن، ثارت انتقادات حقوقية حول استقبال طرابلس للبشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. وقال مدير برنامج العدل الدولي في منظمة هيومن رايتس ووتش ريتشارد ديكر إن ترحيب طرابلس بالبشير يثير تساؤلات حول الالتزام بحقوق الإنسان وسيادة القانون. وأضاف أنه "عقب نهاية عقود من الحكم الوحشي في ليبيا، فإنه يبعث على القلق أن تستضيف طرابلس رئيس دولة رفعت ضده مذكرات توقيف دولية بسبب انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان".