لو ما في بطولة خليجي 22 إلا أنها أخرجت مزاج اليمنيين من قرف متابعات انتصارات القح بم إلى انتصارات الكورة ومتابعة أقدام لاعبين يمنيين يرفعون الرأس بصراحة، فإن ذلك بحد ذاته يكفي لأن يخجل أعفاط هذه البلاد ويعرفوا أن هناك انتصارات أخرى مهمة في الحياة. لو ما في بطولة خليجي 22 إلا وفاء الجمهور اليمني وهتافاته التي ملأت المدرجات بالحب وبالزهو وبالعظمة، فإن ذلك يكفي لأن يخجل مداليز هذه البلاد ويعرفوا أن اليمنيين شعب مشتاق لشهقة فرح. وهم جالسين يكعّفونا شعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، وشيعة وسنة وقاعدة وشمالي وجنوبي ومطلع ومنزل . لو ما في بطولة خليجي 22 إلا عزيمة يمنيي المهجر وهم يحملون معهم إلى الملعب علماً أطول من مساحة قطر. كلهم شايلينه والمدرجات ترقص على أصوات تغني "اليمن بلادنا وعزها عز لنا". لو ما في خليجي 22 إلا اكتشاف معدن اليمنيين ومحبتهم لبعضهم بعضاً، فإن ذلك كافٍ لأن تخرس أصوات الكراهية وتعرف أن إنسان اليمن أكبر وأقوى من أي ظرف صعب . لو ما في خليجي 22 إلا أداء 11 لاعباً وحَّدوا 23 مليوناً ومنحوهم لحظات للزهو بعد سنين من تكسير المجاديف وتعطيل القدرات ونسف شهية مواصلة الحياة بين شوية ساسة جن لعبوا بأدمغتنا وأحلامنا كورة، وسددوا بنا أهدافهم الخاصة وحرمونا من متعة العيش مع لحظة فرح عام كتلك التي منحها لنا 11 فارساً في الميدان . لو ما في خليجي 22 إلا ملامح البهجة التي ارتسمت على وجوه الكل وهم يتساءلون في ما بينهم البين: شفت المنتخب حقنا أمس؟ والله أنهم أبطال من صدق. لو ما في خليجي 22 إلا أنه قدم لحياة اليمنيين أبطالاً حقيقيين، فإن ذلك يكفي لأن نزبط كل قوائم أبطال السياسة وأبطال القح بم الذين دوخونا عويل وجنائز وقتلى في كل مكان . لو ما في خليجي 22 إلا أن أمي تسمرت جوار الشاشة تدعي لبقشان بالشفاء وهي تبكي، لكأنه خرج من رحمها للتو وراح ليدافع عن بلاده بأقدام من فولاذ، فإن ذلك يكفي لأن يعرف الجميع بأن اليمنيين ملح الأرض.