تتواصل الاستعدادات العسكرية لآخر معركة في المحافظات الشمالية وسط توقعات تراها المعركة الأشد التي قد تقضي على ما بقي لجماعة الإخوان (الإصلاح) من نفوذ عسكري وقبلي في شمال وشرق البلاد، حيث وصلت حالة التأهب للحرب المرتقبة في مأرب أعلى مستوياتها أمس بعد فشل جهود قائد المنطقة العسكرية الثالثة في إقناع مشايخ الإصلاح في عبيدة بتوقيع وثيقة حماية المنشآت النفطية والكهرباء ورفع مسلحي الطرفين الإصلاح والحوثيين. ونقلت صحيفة "اليمن اليوم" عن مصادر قبلية وأخرى عسكرية قولها إن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي تواصل خلال اليومين الماضيين مع المشايخ والوجهاء من قبائل عبيدة الموالون للإصلاح، والأشراف الموالون لجماعة الحوثي لتهدئة الوضع في المحافظة، وتجنيبها حرب تتفاعل بوتيرة عالية. وأضافت المصادر أن اللواء اليافعي دعا قيادات حزب الإصلاح رفع مسلحيهم المعسكرين في السحيل ونخلا منذ شهرين، وتسليم نقاط التفتيش لقوات الجيش وإشراك اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في حماية المنشآت الاستراتيجية، إلا أن جهوده باءت بالفشل، بدعوى أن هناك مؤامرة تستهدف تسليم مأرب للحوثيين باسم اللجان الشعبية وحماية النفط والكهرباء. وكانت وساطة قبلية توصلت نهاية الأسبوع الفائت إلى وثيقة اتفاق تضمن تجنيد عدد من أبناء قبائل عبيدة والأشراف لحماية المصالح والممتلكات العامة وإشراك اللجان الشعبية التابعة للحوثيين ورفع المسلحين من السحيل ونخلا. إلى ذلك قالت المصادر ذاتها ل"اليمن اليوم" إن مسلحي حزب الإصلاح المعسكرين في السحيل ونخلا، أعلنوا أمس حالة التأهب القصوى، مسنودين بمقاتلين من تنظيم القاعدة. وأضافت المصادر إن مقاتلي الإصلاح والقاعدة نشروا أمس، أكثر من مائة مقاتل لتأمين مداخل ومخارج المناطق التي يتمركزون فيها بصورة رئيسية (السحيل، ونخلا) وذلك بعد يومين من تنفيذهما لعرض عسكري اشترك فيه 87 طقماً ومختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. فيما انتشر المئات من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) المعسكرين في منطقة محجز بمديرية صرواح لتأمين معسكرهم والسيطرة على الطرق الفرعية التي قد يستخدمها الطرف الآخر ضدهم. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي رفيع في مأرب دون الكشف عن اسمه، إن هذه الحرب التي وصفها ب(الكبرى) قادمة لا محالة، وأن مؤشراتها الميدانية توحي بقرب الانفجار. يذكر أن استعدادات الطرفين الإصلاح والقاعدة من جهة والحوثيين من جهة، لهذه الحرب قد امتدت لتصل الحدود بين مأرب وحضرموت والتي عزز الحوثيون من انتشارهم فيها، مقابل تمدد الطرف الآخر على حدود مأرب وصنعاء من جهة مديرية خولان.