حملت أحد الصحف اليمنية على جيرالد فيرستاين السفير الأمريكي في صنعاء، متهمة إياه بمحاولة لعب دور الحاكم الذي يرسم ملامح المرحلة المقبلة، وماذا يجب على اليمنيين أن يفعلوه إزاء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكيفية إدارة شئون حياتهم. وقالت صحيفة "الجمهورية" اليمنية في مقال نشرته اليوم السبت، تحت عنوان "قيود البرنامج الانتخابي للسفير الأمريكي": "إن السفير الأمريكي بصنعاء يتحدث أمام الصحفيين بطريقة استعراضية عجيبة، وكأنه يعلن عن برنامجه للانتخابات الرئاسية القادمة، ويرسم لليمنيين ملامح المرحلة المقبلة، وكيفية إدارة شئون حياتهم؟". واستنكرت الصحيفة تصرفات السفير الأمريكي بقولها: "لم يكن جيرالد فيرستاين بحاجة لعقد مؤتمره الصحفي، خاصة أنه لم يأتِ بأية معلومة جديدة، خارج ما هو متعارف عليه، وما نصت عليه المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ولم يكن في خطابه أي محفز لأي طرف سياسي يمني؛ نظرا لامتلائه بالوعيد والتهديد، والتقليل من حجم مطالب بعض الأطراف السياسية كالحوثيين والحراك الجنوبي، وبدا وكأنه يريد القول: إن مستقبل اليمن قد تم رسمه من قبل أمريكا والمجتمع الدولي، وأن على اليمنيين أن ينفذوا ما تم اختياره لهم من سيناريوهات دون نقاش أو تفكير، وأن عليهم أن يطمئنوا لنتائج تفكير الآخرين بدلاً عنهم، وأنهم شعب لا يستطيع الحياة دون الارتهان للخارج". كما طالبت الصحيفة المجتمع الدولي بأن "يغير طريقة تعامله مع تطلعات اليمنيين، وألا يعيد تكرار أخطائه في إعادة خلق نظام استبدادي فاسد"، وقالت: "إن التحدي الأكبر يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم، فالحل اليمني لن يأتي من واشنطن أو الرياض أو الدوحة أو طهران".