تشتبه الحكومة الأميركية أن جاسوساً داخل مكتب التحقيقات الفدرالية كان يسرب أسرار الوكالة لمقاتلي الجيش الجمهوري الايرلندي الذين حاولوا مراراً وتكراراً اغتيال رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر في الثمانينات والتسعينات. وفقاً للوثائق التي كشفت عنها صحيفة ال"غارديان" البريطانية، أظهرت سلسلة من التحقيقات صدرت عن مكتب التحقيقات الفدرالي محاولات مزعومة عديدة لقتل تاتشر خلال زياراتها إلى الولاياتالمتحدة، بعد أن قام عميل مزدوج بتسليم الأيرلنديين معلومات عن تحركاتها. وقال مصدر موثوق في مكتب التحقيقات الفدرالي أن "سيدة أو سكرتيرة عملت في مكتب الوكالة في نيويورك كانت تعطي معلومات لمقاتلي الجيش الجمهوري الايرلندي، وأتاحت لهم الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر والشيكات والأسماء وغيرها".
المخاوف من أن يتعرض مكتب نيويورك لشبهات، أصدر ويليام سيشين، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي حينها، أمراً بمنع كل عملاء وأفراد المكتب من الوصول الى المواد المتعلقة بمؤامرة واضحة ضد تاتشر من قبل اثنين من الرجال المرتبطين بالشين فين، مشدداً على أن كبار المسؤولين هم فقط من يحق لهم الاطلاع على المعلومات والتحقيقات.
وأتت هذه المعلومات بعد عدة سنوات من المؤامرات المزعومة من بينها محاولة في شباط/فبراير عام 1981، حيث سمع المحققون رجلين يتحدثان بلجة"إنكليزية أو ايرلندية" ويخططان لقتل تاتشر التي وصفاها ب"المرأة الحديدية الدموية مثلها مثل أي رئيس وزراء آخر".
وفي الوقت الذي سارع فيه محققو المكتب الفدرالي للعثور على المتآمرين المزعومين، طلبوا من زميل لهم زعم أنه سمع المحادثة الهاتفية، أن يخضع للتنويم المغناطيسي ويجري اختبار كشف الكذب للمساعدة في تحديد ما إذا كان يقول الحقيقة أم لا، لكنه رفض وغضب من التشكيك بنزاهته.
هذا الأمر أدى إلى الاعتقاد بوجود عملاء مزدوجين في مكتب ال(اف بي آي) وبدأت التحقيقات الداخلية التي أثمرت عن عشرات الصفحات وملفات التحقيقات، في محاولة للكشف عنهم وعن مشغليهم الأيرلنديين.