حدث، أمس، في محافظة إب باليمن، تفجير انتحاري استهدف مركزا ثقافيا كان يشهد احتفالا بالمولد النبوي ينظمه الحوثيون، قتل فيه ما يزيد عن الثلاثين شخصا، وقام الانتحاري الذي يعتقد بأنه صومالي ينتمي إلى تنظيم القاعدة بتفجير نفسه وسط حشود كبيرة من الحوثيين وهو يحمل حزاما ناسفا، وسقط أكثر من 70 شخصا جرحى. هذه الحادثة ليست الأولى ولا الأخيرة التي تقصد مراكز ثقافية لا علاقة لها بالحرب ولا بالانقسامات والاختلافات، فمنذ أيام كان انفجار قوى قد استهدف مبنى "المركز الثقافي الفرنسي" غرب مدينة غزة، ما ألحق أضرارا في السور الخلفي للمركز، والذي كان تعرض قبل نحو شهرين لانفجار مماثل، وأعلنت جماعة سلفية مسئوليتها عن الحادث. تفجير المراكز الثقافية تقريبا يحدث فقط في دولنا العربية، حيث تتحول المساجد والأماكن الثقافية إلى ساحات للقتل والعنف والدم وتصفية الحسابات، وهذه المنهجية تتكرر في بلداننا العربية، حيث تقوم داعش بتفجير الآثار العراقية والسورية بما تحمله من قيمة فنية وتاريخية وتهدم المساجد وقبور الأولياء بما ينعكس على قدر الثقافة داخل العالم العربى. وبالتالى فإن المراكز الثقافية والمتاحف لا تتجاوز في عقول المفجرين والقتلة أكثر من مكان يمكن تدميره والاستيلاء على ما فيه من كنوز مادية، وهذا ما حدث إثر سقوط بغداد 2003 حيث تم نهب المتحف القومي وضياع أعظم الآثار الموجودة فيه.