صديقي محمد غزوان.. ها قد رحلت بصمت، تاركاً كل الأسئلة خلف ظهرك، دون أن تبالي بشيء!! من سيملأ صالة الصحيفة بالضحك؟ من سيكتب التقارير الصحفية ويذهب إلى وسط المعركة ويكتب من قلب الحدث كما كنت تفعل أنت؟ تحدثنا عن الموت قبل أيام.. قلتَ لي إنك لستَ خائفاً منه، لقد تجاوزت الخمسين ولم يعد هنالك ما يستوجب البقاء.. لماذا أنت مستعجل هكذا؟ لم تكن الليلة مناسبة للموت.. كان هناك الكثير من علامات الاستفهام.. بإمكانك أن تتوكأ عليها.. والكثير من علامات التعجب التي تبدو من بعيد كطفل يتبوَّل. الغصة تخنقني الآن.. فاعذرني إن لم أحضر جنازتك غداً.. أكره حين أرى أصدقائي وزملائي في هذا الموقف. ربما سآتي، ولن أقترب من القبر.. أنا جبانٌ جداً حين أقف على حافة قبر، يخيَّل إليَّ أن الموت سيخطفني حينها بدلاً من ملاحقتي. أعذرني أيها الأب الجميل والصديق الناصع.. لم أعد قادراً على قول شيء. غداً.. من سيسألنا مازحاً: "يا بني أمية.. أين خلافتنا المغتصبة"؟