- سخر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من نواب البرلمان الذين طلبوا استجوابه واتهموه بسوء إدارة الاقتصاد والقيام بتعيينات "غير قانونية"، وذلك في الجلسة التي عقدها البرلمان الإيراني أمس الأربعاء. وقال نجاد موجها حديثة لنواب البرلمان "إن الأسئلة التي طرحتموها لم تكن صعبة، ولو طلبتم مني لطرحت أسئلة أكثر تعقيدا.. لقد أجبت على كل أسئلتكم، وإذا منحتموني درجة أقل من عشرين على عشرين فلن يكون ذلك منصفا". ورأس الجلسة النائب علي مطهري الذي سأل الرئيس الإيراني عن بقائه في المنزل عدة أيام في أبريل/نيسان حين أعاد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وزير الاستخبارات الذي كان نجاد قد عزله واعتبر البعض اختفاءه عن الأنظار بمثابة احتجاج على قرار خامنئي. ورد نجاد بثقة في أحيان وبلهجة ساخرة في أحيان أخرى في الجلسة البرلمانية التي خصصت لاستجوابه، ونقلتها الإذاعة الإيرانية على الهواء، نافيا تحديه للمرشد الأعلى. وهوّن الرئيس من أمر استدعائه، وقال إن هذا من حق البرلمان وإنه ليس أمرا خارجا عن النطاق الطبيعي، وقال "كنت مستعدا للرد على أسئلة قبل الانتخابات لكني رأيت أن هذا ربما يؤثر على نتائج الانتخابات على نحو يلام علي فيه. أنا أسهل من يمكن إلقاء اللوم عليه". وبعد أن دامت الاستجوابات نحو ساعة وشملت أسئلة عن توجيه تمويل مشروع تمديد شبكة مترو طهران على نحو غير سليم وصحة أرقام حكومية تظهر توفير 1.6 مليون وظيفة في 2009 و2010 ظل عدد كبير من أعضاء البرلمان غير مقتنعين بردود أحمدي نجاد. وردا على إجابات نجاد، قال النائب في البرلمان الحالي -الذي تنتهي فترة ولايته بعد انعقاد البرلمان المنتخب الجديد- مصطفى كواكبيان "الرئيس لم يقدم أي إجابات منطقية وأخذ كل شيء كمزحة". ووجه عضو آخر في البرلمان هو محمد رضا خباز كلامه لبقية الأعضاء متسائلا "هل هذا مكان للمزاح؟". وقال تلفزيون برس الإيراني الذي يبث باللغة الإنجليزية إن لهجة أحمدي نجاد الساخرة أغضبت بعض النواب الذين هددوا بعد انتهاء الجلسة بتوجيه اتهامات له بعد عطلة السنة الفارسية الجديدة في وقت لاحق هذا الشهر، لكن المحللين استبعدوا ذلك. وقال علي الأنصاري من جامعة سانت أندروز إن جلسة البرلمان "وخزة غير موجعة لأحمدي نجاد، من الواضح أن خامنئي هو المسيطر ويرى في أحمدي نجاد أداة مفيدة وشخصية مثيرة للانقسامات مما يجعله يبقي عليه. من المحظور أن يتولى رئيس قادر ومحبوب لأنه قد يشكل تحديا خطيرا لسلطة خامنئي". وقال الأستاذ في جامعة طهران صادق زيبا كلام إن لهجة أحمدي نجاد أظهرت أنه قوة لم تستنفد بعد، وأضاف أن بعض المحافظين يريدون التخلص منه قبل انقضاء فترة ولايته. وقال محمد ماراندي من جامعة طهران إن فشل أحمدي نجاد في تقديم إجابات كافية على الأسئلة عن خلافاته مع الزعيم الأعلى أظهرت أنه "ضعيف" ولكنه لا يزال يتمتع بشعبية بين الإيرانيين. وأضاف "لا أعتقد أنه ستوجه له اتهامات.. هذا البرلمان ليس لديه الدافع في هذه المرحلة. إنهم معارضون ويريدون كبحه". ويعد نجاد هو أول رئيس يستدعيه البرلمان في تاريخ الجمهورية الإسلامية، ويحق للمجلس توجيه اتهامات له إذا لم يرض عن ردوده على الاستجوابات. وجاء الاستدعاء بعد مرور أقل من أسبوعين على هزيمة معسكر أحمدي نجاد في الانتخابات البرلمانية. ومنذ شهور سعت بعض الفصائل المحافظة، وولاؤها الكامل للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، لاستجواب الرئيس بشأن ما اعتبرته تحديا متكررا لسلطة الزعيم الأعلى. وتعزز وضع تلك الفصائل بعد فوز مرشحيها على أنصار أحمدي نجاد في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي وسنحت لها الفرصة أخيرا لاستجوابه بشأن الاقتصاد الذي يقترب من الركود ويعاني من نسبة تضخم عالية، وبشأن مخاوف متعلقة بولائه لخامنئي.