" أمين حميد"زميلي في كلية التربية -قسم اللغة العربية ،الذي عرفته باسم أمين الصرمي ،احتاج إلى سنوات ابتداء من 90 م إلى 93م كي يقبل بمصطلح الديمقراطية بدلاً من مصطلح الشورى الإسلامية ،وتلك السنوات التي أخذت وقتا منه قضاها في ترويض المصطلح الغربي لتتكيف مع تصوره ذي الخصوصية "الإصلاحية "ترى كم تحتاج إلى سنوات يا صديقي كي تعمل على قبول وترويض مصطلح الدولة المدنية الحديثة ،خاصة وأن الأستاذ عبد المجيد الزنداني يراها -وهو محق -رديفاً للعلمانية ؟زميل دراستي الجامعية بدلاً من أن يرد على تساؤلي بتخفف من الماضي ،وتشجيعي على تغيير تصوري الذهني الناتج عن طول معايشة معهم ،ردّ عليّ بالعديد من اللكمات بقوله "ستظل كالعهد بك أيها الصديق حبيس وهم التفرد.. لقد تحولت مفاهيم العالم درجات لا تحصى منذ ذلك العهد وتبدلت كثير من المواقف تبعاً لتبدل وتغير القناعات وبدا رفاقك أكثر راديكالية في بعض القضايا.. وأنت ما زلت وفياً للحظات البكور الثقافية التي رسمت أمامك أفقاً واحداً وطريقاً إجباريا للتفكير والرؤية.. لقد تحول العالم يا صديق بما لم يعد يجد مكاناً لمثل هذه الثنائيات النزقة في زحمة الثقافة المنتجة للفعل الممتد بين الفكرة والواقع .. أرجو أن تسمح للنافذة أن تمدك ببعض شعاع وليد... مشكلتك أيها الصديق أنك تصطنع للآخرين صوراً ذهنية ثم تحاكمهم إليها .. وعليه فإنه يصعب أن يقنعك أحد بشيء لا شأن له به.. أظنك بحاجة لإعادة الفصل بين عالمك وعالم الآخرين يا محمد.. عالمك أنت تصنعه كما تشاء لكن عالم الآخرين دعهم هم يتحدثون عنه.. أليس هذا أفضل من أن تجبر الحقيقة على أن تستأذنك في الحديث عن نفسها أيها القابع في العام 90 ههههههههههههههههه" قلت له " لهذا أسألك كي أغير الصورة الذهنية التي تراها مصطنعة !رغم أنها قائمة على المعرفة ...مع ذلك لم تجبني بسوى قولك "القابع في العام 90ههههههههههه"و "حبيس وهم التفرد "وأنت ما زلت وفياً للحظات البكور الثقافية التي رسمت أمامك أفقاً واحداً وطريقاً إجباريا للتفكير والرؤية.. "بالرغم من أن عبارة "لقد تحول العالم يا صديق بما لم يعد يجد مكانا لمثل هذه الثنائيات النزقة في زحمة الثقافة المنتجة للفعل الممتد بين الفكرة والواقع .."أعجبتني، رغم عموميتها ...ساعدني على أن تكون أنت النافذة التي تمدني "بشعاع وليد" صديقي العزيز أمين الصرمي ،كان في مرحلة الدراسة الجامعية وفيا لمعتقداته ،لكن خلافنا واختلافاتنا آنذاك لم تكن كما عمل على تصويرها واختزالها بقراءات محصورة بعلاقة جمال عبد الناصر بالإخوان المسلمين !كانت خلافات حول مفهوم الديمقراطية ،وحول حق التنافس في الانتخابات الطلابية ،التي كانت حكراً على التجمع اليمني والإصلاح ،فالأقسام الأدبية كانت من حصة الإصلاح، وأن تنافسهم، فذلك منازعة لمفهوم الحق الذي يعتقدونه ،كانت فكرة التنافس مرفوضة ولو كانت مجرد ممارسة لحق الترشح بموازاتهم !كان اختلافنا حول أفكار تجد جذرها لدى المعتزلة والتصوف وفكر اليسار...إلخ فيما يخصني ،والوهابية وأفكار ابن تيمية وفتحي يكن ...الخ كخيار لهم يجدونه الحق وما دونه الباطل !كان خلافنا يتعلق بحرب 94م وحملة التعبئة ضد شركاء الوحدة طيلة سنوات 90م-94م ولعلّ خطب الأستاذ عبد المجيد الزنداني في الكليات ومنها كلية التربية بتعز ،والمعسكرات ،كلها كانت تصب باتجاه يوم الحسم ضد الحزب الاشتراكي وما يمثله من دولة في الجنوب كانت شريكة في وحدة اتفاقية فحولها المنتصرون من حكام "الجمهورية العربية اليمنية" إلى وحدة ضم وإلحاق، وتصفية لحزب ودولة اختصروهم بستة آلاف كادر في الحزب الاشتراكي، ينبغي دحرهم لاستعادة الجنوب ،وإعادته إلى حظيرة "الحق"! يريد صديقي العزيز مني أن أتخلى عن ذاكرتي وعن استحضار التاريخ ،يريد النسيان طريقاً "للراديكالية "ولكي نصبح جزءاً من حضيرة "الثوار الجدد"! كيف يمكنني أن أتعاطى مع ادعائه بالتغيير وهو حتى الآن على المستوى الشخصي والحزبي لم يقم باعتراف بأخطائه وشراكته في الجرم طيلة العقود الماضية ،ولم يعتذر ،ناهيك عن عدم تفكيره بالإنصاف ! في 94م حمل السلاح متجهاً مع مجاهديه نحو لحج لدحر ما سماه بالردة والانفصال ،وكان إلى جوار حمله للسلاح موظفاً لسانه في تعبئة الجنود وتقوية عزيمتهم لكسر شوكة الضلال ،وإقامة "دولة الحق "! أيها الصديق العزيز :أحب صدقك مع معتقدك ،لكن ما أريده هو صدقك مع التغيير ،فهو أحب إليّ ،وطريق التغيير يبدأ من اعترافك وتوبتك وإنصافك ،كفرد وكحزب ،لا أن تطالبني بمغادرة ذاكرتي ونسيان التاريخ ! في انتفاضة 9-10 ديسمبر ،كنت وصحبك ترون ما حدث على أنها فوضى وشغب ،وكان اصطفافكم مع حليفكم "صالح ،لوأدها ...ووصل الأمر على الصعيد الشخصي ،أن افصل من الجامعة بمباركة من زملاء لي في الدراسة"أعضاء في حزب الإصلاح " ،احتشدوا كي يقدموا شهادة ،على أنني كنت محرضا لطلاب كلية التربية كي يشاركوا بتلك الانتفاضة !تلك الشهادة التي تضمنها قرار عمادة كلية التربية برئاسة عميد الكلية "محمود داوود "ووكليل كلية التربية "عبد الملك الحسامي ""المسؤول التنظيمي للتجمع اليمني للإصلاح بتعز آنذاك "ثم قرار إدارة جامعة صنعاء ،برئاسة نائب مدير جامعة صنعاء"أبو بكر القربي"فالدكتور عبد العزيز المقالح يتوارى كعادته خلف نوابه ! -كي يكون القرار بفصل الطالب محمد ناجي أحمد من الجامعة !