فجر عدد من أدباء وشعراء ومثقفي جنوب اليمن قنبلة مدوية، خلطت جميع الأوراق وأصابت الوسط الثقافي اليمني في الشمال والجنوب بالذهول والدهشة. وذلك بإعلانهم تأسيس اتحاد جديد لأدباء وكتاب جنوب اليمن، في إشارة إلى الانفصال عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالشمال ، الذي يضم أدباء الشمال والجنوب في عضويته. فقد علمت وكالة الشعر من مصادر موثوقة في الجنوب اليمني - فضلت عدم ذكر اسمها- عن تواصل المشاورات والتحضيرات بين العديد من الشعراء والمثقفين الجنوبيين، لتشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب. وذلك بعد توقيع عدد من الأدباء والكتاب بياناً- حصلت الوكالة على نسخة منه- أعلنوا فيه الدعوة إلى اجتماع عام لأدباء الجنوب وكتابه لتشكيل لجنة تحضيرية تتولى تأسيس الاتحاد. حيث أشار البيان إلى أن الاتحاد الجديد لأدباء وأديبات وكاتبات وكتاب الجنوب، ليس مجرد نقابة أو صندوق رعاية اجتماعية، ولكنه تأصيل لمشروع ثقافي مدني جنوبي يفتح آفاق الرؤية بعيداً عن تجاذبات الجغرافيا أو ضغط الأيديولوجيات أياً كان جنسها.وأشار إلى أن بنية الاتحاد الجديد تقوم على عقد انتمائي جديد يشيع مناخات الحرية والإبداع، ويشرع فضاءاتها الحقيقية على امتداد الجنوب من خلال تشكيل جغرافيته بأقاليم ثقافية يحدد معاييرها النظام الأساس والوثائق التي سيقرها المؤتمر العام. وقال البيان " بعد لمحة تاريخية وجيزة عن النشأة والمسارات والانكسارات:(وبالنظر إلى مآلات الأوضاع منذ حرب 1994م واجتياح الجنوب بقوات النظام الحاكم في صنعاء وحلفائه، وإجهاض مشروع الوحدة السلمية الديمقراطية، فإن الجنوب دفع ضريبة "الوحدة المعمدة بالدم" من رصيد مدنيته وثقافيته، وتم بدلاً عنها تكريس قيم نقيضة، أفقدت الجنوب تميزه، وأخذت تنهش في هويته، ليتراجع الجنوب ذو الريادات على مستوى المنطقة، ليغدو متسعاً تجارياً للتحالف التجاري العسكري القبلي، وامتداداً لذوي النفوذ ومن شايعهم، مستباحاً بشرعية الحرب والفتوى، وملاذاً تم تأمينه للعناصر والجماعات المسلّحة بمختلف المسميات خدمة لأجندات لم تعد مجهولة" . وأضاف " بالنظر إلى تلاشي دور ووظيفة الاتحاد القائم الذي اتخذ من الوحدة تميمةً حيناً، وفزّاعة وطنية خاصة، حيناً آخر، لإخراس الأصوات المناوئة لشرعية الحرب والفتوى، وفي ظل الخيار الوطني للشعب في الجنوب الذي احتشدت قواه الفاعلة من أجل استعادة الدولة، إنقاذاً لما يمكن إنقاذه من قيم الجنوب المدنية، فإن أدباء وأديبات الجنوب وكاتباته وكتّابه لن يكونوا- في هذه اللحظة التاريخية البالغة الحساسية والتعقيد - بمنأى عن خيارات شعبهم، بل لم يكن جُلُّهم بمعزل عن مسار وحركة الرفض الشعبي للهيمنة والاستقواء، في ظل غياب اتحادهم عن الفاعلية الحقيقية في أهم لحظة حرجة تمر بها البلاد، لأسباب يدركون خلفياتها البنيوية والأيديولوجية جغرافياً وفكرياً". وأكد البيان، على أن الاتحاد – شأنه شأن الوحدة - ليس صنماً يجب أن نتعبده بالغدوّ والآصال، وليس مقدساً جغرافياً أو تاريخياً، بل هو كما كان الرواد المؤسسون يرونه، حاملاً لقيم المدنية والتحديث في مواجهة قيم النظام التقليدي النفوذي المهيمن، ولعل الخط أوالتوجه الذي يدعو إليه أدباء وأديبات الجنوب وكاتباته وكتّابه لا يتقاطع مع رؤى جيل المؤسسين الرواد الذين عملوا على تعميق الأسس الوطنية والثقافية والإبداعية بعيداً عن أية وصاية أو مزايدة. وخلص البيان إلى رسم خارطة للتشكيل الجديد تشدد على جملة من القضايا الجوهرية، المتمثلة في النقاط التالية: - الاتحاد الجديد لأدباء وأديبات وكاتبات وكتاب الجنوب ليس مجرد نقابة أو صندوق رعاية اجتماعية،على ما للنقابية والرعاية الاجتماعية من أهمية، ولكنه تأصيل لمشروع ثقافي مدني جنوبي يفتح آفاق الرؤية بعيداً عن تجاذبات الجغرافيا أو ضغط الأيديولوجيات أياً كان جنسها. 2- بنية الاتحاد الجديد تقوم على عقد انتمائي جديد يشيع مناخات الحرية والإبداع، ويشرع فضاءاتها الحقيقية على امتداد الجنوب من خلال تشكيل جغرافيته بأقاليم ثقافية يحدد معاييرها النظام الأساس والوثائق التي سيقرها المؤتمر العام، لتغدوَ بؤراً ثقافية محفوفة بتشكيلات صغرى في المدن الرئيسة لكل إقليم ثقافي، يكون لها فاعليتها الثقافية والفكرية المُوازية. 3- الاتحاد الجديد إطار إبداعي تتحد أقاليمه الثقافية هيكلياً في صيغة (مجلس اتحادي فيدرالي)، وليس اتحاداً مركزياً بهيكلية المركز والفروع الشمولية التي لا تليق بإطار إبداعي رائد في مجال الحريات والتنوير الفكري والمدنية والتحديث.