- كشفت مصادر مطلعة في "التحالف الوطني" الشيعي, أكبر تكتل سياسي في البرلمان العراقي, عن وجود انقسامات داخل التحالف حيال التعامل مع الأزمة السورية بعد مجزرة الحولة. وقالت المصادر ل¯"السياسة" ان "التيار الصدري" بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر و"المجلس الأعلى الاسلامي" برئاسة عمار الحكيم مقتنعان بأن ميليشيا "الشبيحة" في سورية الشبيهة بميليشيا فدائيي صدام في العراق نفذت مجزرة الحولة, ولذلك على المالكي و"التحالف الشيعي" ان يراجعا الموقف الحالي للحكومة العراقية المؤيد لبقاء بشار الاسد في الحكم, مع اجراء اصلاحات مهمة في النظام. واضافت المصادر ان الصدر والحكيم, اللذين التقيا في النجف اول من امس, يعتبران أن مجزرة الحولة يجب ان تشكل منعطفاً كبيراً لتغيير الموقف الرسمي العراقي بشكل جذري لصالح الشعب السوري, وان استمرار المالكي بدعم الاسد قد يجر العراق الى مواجهة حتمية مع النظام المقبل في سورية. وحذر الحكيم والصدر من ان تردد المالكي في اتخاذ موقف جديد حيال سورية بعد مجزرة الحولة سيعمق الفجوة بين الشيعة والسنة داخل العراق, وهذا أمر خطير يهدد بانهيار العملية السياسية والوضع الأمني. وتحدثت المصادر عن اتصالات اميركية مع بغداد بعد وقوع مجزرة الحولة, حيث طلبت واشنطن من المالكي التدخل لإقناع الأسد بالتنحي وتسليم السلطة الى نائبه فاروق الشرع لقيادة مرحلة انتقالية, يجري خلالها كتابة دستور سوري جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف دولي وعربي, لكن المالكي اعتذر عن تلبية الطلب الأميركي. ويواجه الشرع, حسب المصادر ذاتها, معارضة داخل "حزب البعث" السوري ومن قبل المالكي وإيران بسبب صلاته القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي, مايعني أن نقل السلطة إليه سيؤدي الى خروج الوضع السياسي السوري عن مسار النفوذ الايراني في المنطقة. واشارت المصادر الى ان المالكي ابلغ شركاءه في "التحالف الشيعي" ان العراق سيعارض بقوة تطبيق السيناريو اليمني في سورية وسيتحرك في الايام المقبلة لتقويض هذا السيناريو, بسبب قناعته (اي المالكي) ان الاسد سينتصر في أي انتخابات رئاسية تتم في سورية بإشراف من الاممالمتحدة. وفي السياق عينه, قال النائب عن ائتلاف "دولة القانون" (برئاسة المالكي) عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عدنان الشحماني ل¯"السياسة" ان المالكي لا يمكنه أن يطلب من بشار الاسد التنحي, معتبراً أن نقل السلطة إلى الشرع "أمر غير وارد وغير مقبول وهناك مؤشرات كثيرة تعارض هذا الخيار". واشار إلى ان التنسيق العراقي - الاميركي مستمر بشأن تطورات الازمة السورية, وان اتصالات جديدة تتم بين الطرفين ربما من اجل تنحي الاسد, لكن المالكي لن يقبل تقديم اي نصيحة بهذا المعنى للرئيس السوري. وحسب الشحماني المقرب جداً من المالكي, فإن الاسد لن يختار الهروب من سورية أو عقد صفقة للعيش في بلد آخر, وان حكومة المالكي لن تسعى ولن تعمل بأي حال من الاحوال لتجد منفى للرئيس السوري. من جهته, قال النائب في ائتلاف "دولة القانون" علي جبر حسون ل¯"السياسة" ان نظام "البعث" في سورية لا يتورع عن ارتكاب المجازر كما حصل في العراق حيث اقترف حزب البعث الصدامي مجازر مرعبة ضد شعبه و"لذلك قناعتنا ان البعثيين يفعلون اي شيء للبقاء في الحكم". بدوره, أكد النائب عن كتلة "وطنيون" من محافظة نينوى السنية (شمال العراق على الحدود مع سورية) جمعة ابراهيم ل¯"السياسة" ضرورة تغير الموقف العراقي الرسمي لجهة دعم الشعب السوري في مواجهة حاكم مستبد وظالم.