بغداد - من باسل محمد: أكد قيادي بارز في ائتلاف "العراقية" الذي يتزعمه اياد علاوي ل"السياسة", أن اقتحام ساحة المعتصمين في مدينة الحويجة السنية بمحافظة كركوك, شمال العراق, وراءه خطة إيرانية إقليمية هدفها توسع الحرب في سورية. وأكد أن تلك الخطة بدأت بتهديد الرئيس السوري بشار الاسد للأردن وبتدخل واسع لمقاتلي "حزب الله" اللبناني في بلدة القصير السورية, وقيام رئيس الوزراء نوري المالكي بوضع الحل الأمني حيز التنفيذ, ضد سنة العراق الذين ساندوا الثورة السورية. وأوضح القيادي البارز الذي فضل عدم كشف هويته, أن محور المالكي طهراندمشق "حزب الله", قرر خوض عملية استباقية اقليمية ضد خصوم الاسد في المنطقة لاعتبارات ستراتيجية أهمها إجهاض العملية الدولية الحالية لشراء النفط السوري من الثوار, مقابل تمويل تصدير شحنات السلاح الى "الجيش السوري الحر" ولذلك فإن هناك تحركات عسكرية كبيرة في محافظتي نينوى وكركوك من قبل القوات الموالية للمالكي على أساس أن النفط السوري الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينتي الحسكة والرقة سيتم تصديره الى كردستان العراق ومنه الى تركيا. كما أن الخطة الاقليمية لتوسعة الصراع السوري, التي تشرف عليها قيادة "الحرس الثوري" الايراني, وبتوجيه مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي, تمثل خط الدفاع الاخير عن نظام الاسد الذي قد يواجه انهيارا سريعاً مع بدء شراء النفط السوري من المعارضة وتغطية نفقات السلاح الذي سيغير الأوضاع على الأرض بصورة جذرية لصالح "الجيش الحر". واشار القيادي الذي كان موجوداً قبل ايام في اسطنبول الى ان الولاياتالمتحدة واوربا حسما قرارهما بشأن الجهة السورية التي ستستلم شحنات السلاح من الغرب وهو سليم ادريس الذي يتولى قيادة اركان الجيش "السوري الحر" ما يعني أن تقدم الثوار السوريين الى دمشق وحسم المعركة هناك وطرد الاسد اصبحت قريبة وبالتالي هناك توجه قوي من النظامين السوري والايراني على التحرك الاستباقي بينه تحرك المالكي العسكري في الحويجة لجر العراق الى سيناريو سوري واسع النطاق, معتبراً توقيت الضربة الامنية ضد الحويجة بالتزامن مع التدخل الواسع لمقاتلي "حزب الله" في القصير بمثابة دليل على ان المالكي كان ولازال جزءاً محورياً من الدعم الإيراني الستراتيجي لحماية النظام السوري وتأمين بقاء الاسد في السلطة. وبحسب القيادي المقرب من علاوي, فإن توجه المالكي الى الحل الامني والعسكري ضد السنة, والذي بدأه في الحويجة, سيتصاعد في الفترة القريبة المقبلة لسببين اساسيين: الاول يتعلق بعملية عسكرية اوسع يجري التحضير لها لإخضاع السنة في محافظتي الانبار ونينوى على الحدود مع سورية, وهذا امر حيوي لأمن النظام السوري عندما تشدد معركة دمشق ومعارك الحسم في مدن حمص وحماه و حلب. أما السبب الثاني, فيرتبط بانتقادات وجهتها بعض قيادات "الحرس الثوري" الايراني للمالكي بأنه متردد في اقامة حكم طائفي قوي في العراق, وبأنه اظهر بعض الضعف للسنة عندما قدم تنازلات في ملف البعثيين, ولذلك اشعل رئيس الوزراء الحريق السوري في الحويجة كي يثبت العكس للقيادة الايرانية وبأنه يستطيع اقامة حكم طائفي قوي في العراق. وكشف القيادي في ائتلاف "العراقية" ان التقارير الايرانية التي وصلت الى بعض القادة العراقيين الشيعة, بينهم رئيس "المجلس الاعلى الاسلامي" عمار الحكيم ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, وزعيم تيار "الاصلاح الوطني" ابراهيم الجعفري, تؤشر الى ان خامنئي بات غير راض على الموقف المعلن للتحالف الشيعي بأنه لا يتدخل في الشأن السوري وأن من بين ما احتوته هذه التقارير أن إعلان "جبهة النصرة" السورية المتشددة ولائها لزعيم تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري قبل نحو اسبوعين, كان يجب ان يؤدي الى تحول جذري في الموقف العراقي الشيعي لصالح الدخول في الحرب مع الاسد بصورة علنية وواضحة, لافتاً الى ان المالكي في ضربته العسكرية لاعتصام الحويجة, استند الى هذه الذريعة وبوجود ارهابيين من "القاعدة". ووفق القيادي, فإن الرسائل الإيرانية التي تصاعدت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية ضغطت على التحالف العراقي الشيعي الذي يرأس حكومة المالكي وعلى الاخير, كي يدخل العراق في مواجهة صريحة ضد الثورة السورية, لأن المطلوب في المرحلة الراهنة أكثر من تسهيلات قد تنحسر او تتقيد في كثير من الأحيان بسبب الضغوط الدولية والأميركية وهو ما لم يرض خامنئي. وقال القيادي المقرب من علاوي إن الحوارات التي جرت بصراحة مع قيادات مهمة في الأحزاب الدينية الشيعية العراقية, كانت تدل على تزايد الضغوط الايرانية عليهم بناء على موقف نظام الاسد الذي كان يقدم باستمرار طلبات الى المالكي تتعلق بأسلحة واموال لدفع رواتب قواته التي تقاتل الثورة السورية, اضافة الى امدادات نفط وغاز التي تعتبر حيوية لتشغيل المعدات العسكرية, مضيفاً أن النظامين السوري والايراني ابلغا رئيس الوزراء العراقي صراحة انه لا يمكن البقاء بلعب دور لوجستي لدعم صمود قوات الاسد وأن عليه القيام ببعض الخطوات داخل العراق كي يكون قادراً لدعم انتصار النظام السوري هذه المرة وهزيمة المعارضة السورية على الارض.