أصدرت هيئة علماء اليمن التي يتزعمها رجل الدين عبدالمجيد الزنداني اليوم بيانا جرمت فيه الاعتداء على الاعتداء على الكهرباء والنفط والغاز والطرقات لتعلق كثير من الضروريات والحاجيات بها وترتب مفاسد عظيمة على تخريبها من موت للمرضى في المستشفيات وغير ذلك من الأضرار والمفاسد في أعمال الناس وأرزاقهم وتضرر الأسر وعامة المجتمع وحدوث خسائر هائلة في المال العام والخاص واقتصاد البلاد. وكان رجال دين يتقدمهم عبدالمجيد الزنداني، قد عوا إلى "إيجاد مرجعية شرعية" ممن سموهم "العلماء الربانيين"، مهمتهم "بيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام". وطلبوا من رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، في بيان أصدروا بعد لقاء جمعهم به أمس، "تحكيم شرع الله في كل نواحي الحياة، وجعل السيادة العليا لشرع الله تعالى، ومنع إصدار أي تشريعات على مستوى الدستور أو القوانين أو اللوائح أو عقد أي اتفاقيات تخالف شرع الله تعالى أو تنتقص منه..". وأكدوا "على عظيم حرمة إخضاع الأحكام الشرعية للتصويت، ووجوب إيجاد مرجعية شرعية من العلماء الربانيين لبيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام". وإذ قالوا إن مطالبتهم هادي ب"الوفاء" بما أقسم عليه، وبما التزم به رئيس الوزراء أمام مجلس النواب عند نيل الثقة"؛ طلبوا من هادي الالتزام برسالة قالوا إن محمد سالم باسندوة، رئيس الوزراء، وجهها "لعلماء اليمن". ولم يتضمن بيان رجال الدين أية إدانة لتنظيم القاعدة والعمليات الإرهابية التي يقوم بها. وقال ل"الأولى" مصدر حضر لقاء أمس، إن الزنداني طالب هادي بإيقاف الحرب على تنظيم القاعدة والدخول معهم في حوار. وفيما طالب البيان هادي ب"سرعة معالجة الأوضاع الملتهبة في محافظة أبين المنكوبة، والتي طالب أبناؤها في رسالة موجهة لعلماء اليمن بإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح ومنع تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية وإنهاكها"؛ شدد على ضرورة "سرعة تشكيل لجنة مشتركة من العلماء وسياسيي الدولة وشيوخ القبائل للتواصل مع جميع الأطراف وصولاً إلى حقن الدماء واستقرار الأوضاع واستتباب الأمن ومنع مبررات التدخل الأجنبي، والتأكد على حرمة قتل أي مواطن وأي معصوم الدم خارج القضاء الشرعي، كما أنه لا يجوز أي تمرد على الدولة ورفع السلاح في وجهها أو الاعتداء على الغير من الأراضي اليمنية". وشدد رجال الدين على "رفض أي تدخل أجنبي ينتهك سيادة البلاد ويثير الفتن ويعرض أمنها واستقرارها ووحدتها للخطر، وحصر أي دور أو أي مبادرة في إطار إصلاح ذات البين وحقن الدماء واستكمال الانتقال السلمي للسلطة، وإقامة العلاقات الخارجية مع الدول على أساس رعاية المصالح المتبادلة المشروعة لا على أساس التبعية والقهر والغلبة والتدخل في الشؤون الداخلية". وطالبوا هادي ب"فتح باب التحاور الوطني لجميع أبناء الشعب اليمني دون استثناء أحد تحت سقف الشريعة الإسلامية والدولة اليمنية الموحدة". ويأتي هذا المطلب امتداداً لحملة ومطالب نفذها رجال دين دعت إلى إيقاف الحرب على تنظيم القاعدة والدخول معه في عملية حوار أسوة بالحوار الذي تجريه السلطة مع الحوثيين.
وطلب رجال الدين من هادي "التعجيل بهيكلة القوات المسلحة والأمن وتعميق ولائها لله ولرسوله وللمؤمنين ثم للوطن". وأكدوا على ضرورة "تجنيب المؤسسة العسكرية والأمنية من كل الولاءات الضيقة الشخصية والحزبية والمناطقية"، و"الاهتمام بالمستوى المعيشي لأفراد القوات المسلحة والأمن بما يضمن لهم حد الكفاية، والاهتمام بالجرحى وأسر الشهداء مدنين وعسكريين ورعايتهم رعاية كاملة". وطالبوا هادي ب"إيقاف نزيف الدم اليمني وإزهاق الأرواح المعصومة في أماكن الصراع المسلح في صعدة وحجة وبعض مناطق محافظة صنعاء وعمران". كما طالبوه ب"العمل على استتباب الأمن في كل أنحاء البلاد وفرض هيبة الدولة وبسط نفوذها على جميع التراب اليمني وتأمين الطرقات وحماية الممتلكات، وإقامة الحدود الشرعية في حق كل من يقلق الأمن ويعرض حياة الناس وأموالهم وأعراضهم للخطر، والعمل على تغيير المسؤولين في المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً وتدهوراً في الخدمات وعبثاً بالأراضي والممتلكات العامة، وتعيين الكفاءات لإدارتها ليطمئن الناس ويأمنوا على ممتلكاتهم العامة والخاصة، ولتعود الثقة بالدولة والوحدة من جديد". وطالب البيان، الذي نشرته أمس وكالة "سبأ"، هادي ب"الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وخطوة في طريق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة، ورفض أي تفريط أو انتقاص منها تحت أي مبرر أو مسمى كان من فيدرالية وغيرها من مظاهر الانقسام وخطواته". كما طالبوه ب"رد الحقوق إلى أهلها ورفع المظالم عن كل أبناء الشعب اليمني وخاصة إخواننا وأبناءنا في المحافظات الجنوبية والشرقية وتشكيل لجنة خاصة ومستعجلة للبت في ذلك". وطالب رجال الدين ب"تشكيل لجنة من أهل الكفاءة والأمانة من القضاء والنيابة العامة للنزول إلى كل السجون وإطلاق سراح المظلومين من المعتقلين، وإحالة من ثبت ضده أي إدانة إلى القضاء الشرعي للفصل في قضيته وسرعة البت فيها". وفيما طالبوا ب"رعاية وحماية ثروات البلاد ومواردها وحسن تصريفها وترشيد النفقات العامة"؛ طالبوا ب"منع المنظمات والهيئات المشبوهة التي تمارس أنشطة تتعارض مع أحكام الإسلام وتتطاول على قيم وأخلاق الشعب اليمني المسلم". وقال رجال الدين، في مطالبهم التي سردها البيان، وقال إنها مطالب ونصائح لهادي: "عدم الانجرار وراء ما يروج له أعداء الإسلام زورا وبهتانا أن الإسلام دين الإرهاب". وطالبوا هادي ب"بتحويل" هذه المطالب إلى "جوانب عملية في أرض الواقع.."؛ "ووضع جدول زمني لتطبيق"ها. وللتواصل مع الرئيس هادي؛ كلف رجال الدين لجنة مكونة من "الشيخ حمود هاشم الذارحي، الشيخ عارف بن أحمد الصبري، الشيخ محمد بن ناصر الحزمي، والدكتور عبدالملك بن حسين التاج". وفي بداية البيان، الذي تضمن 12 مطلباً، سأل رجال الدين من الله أن يمد هادي ب"العون والتوفيق". وقالوا مخاطبين هادي: "وأنتم أهل لتلك المسؤولية إن شاء الله تعالى لبناء الدولة التي يرتضيها الإسلام وتقوم بواجبها في حراسة الدين وحفظ بيضته وسياسة الأمة به والسعي في صيانة الدماء والأعراض والأموال وإقامة الحدود وحفظ الثغور والحكم بالشرع، وتعمل على جمع كلمة الأمة على الحق ومحاربة كل مظهر من مظاهر الظلم، وتحافظ على سيادة البلاد من كل صورة من صور التدخل الأجنبي، وتحسن استخراج الثروات وحسن الاستفادة منها وتوزيعها وتزيل كل مظهر من مظاهر الإغراء والفتنة في الإعلام وغيره، وتعمل على رفع مستوى المعيشة لأبناء البلد". وأضافوا: "وهذا يستلزم الاستعانة بالله تعالى والاعتصام بحبله وتوحيد الصف الداخلي وتناسي آلام وجراح الماضي والترفع عن كل المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية والمذهبية الضيقة ليعم الخير كل أبناء اليمن". وتابعوا مخاطبين هادي: "ويؤكد لكم العلماء والشعب اليمني وقوفهم إلى جانبكم ما تمسكتم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".