في الوقت الذي ذكر التقرير الإخباري الذي بثته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة والذي يفيد بأن شركة توتال تعمل على تحسين صورتها لدى القبائل اليمنية، وأنها تقدم مليوني دولار سنويا في مجال القروض الصغيرة والتربية. قالت مصادر مطلعة في شئون النفط بأن شركة توتال الفرنسية تمارس فسادا كبيرا في مجال النفط، وزعمت أن توتال تقوم بنهب ثروات البلاد. وذكرت أن آخر المعلومات كما ورد في صحف محلية تؤكد وجود أزمة كبيرة بين شركة توتال ووزارة النفط والثروات المعدنية، مشيرة إلى أن شركة توتال تقوم بعمل برامج تدريب لشركات أجنبية في اليمن، وتتقاضى مقابل ذلك مبالغ كبيرة من توتال. وقالت أن منتوج النفط اليمني تأثر في الفترة الماضية نتيجة ممارسات هذه الشركة التي تزعم أنها تعمل على التنمية المستدامة بالمناطق التي تعمل بها، وتحاول أن تسيء إلى البلد بالقول أن هذه المناطق تسيطر عليها القبائل ولذلك هي تقوم بتقديم الأموال لهم. وحسب المصادر فإنه من المتوقع أن تقدم قضية فساد شركة توتال الفرنسية إلى مجلس النواب في جلساته المقبلة، وكذلك كافة قضايا الفساد التي قد تكون متورطة بها توتال، أو بقضية النهب والعبث بالثروة الوطنية. وفيما يلي نص تقرير الوكالة الفرنسية:
صنعاء - كريستيان شيز تعتبر شركة توتال الفرنسية، أكبر مستثمر أجنبي في اليمن، أن تحسين صورتها لدى القبائل المحلية أمر حيوي لاسيما وأنها تستعد لافتتاح أول مصنع للغاز الطبيعي المسال في هذا البلد. وقال مارتان دوفونتان الذي يشغل منصبي المدير العالم لشركة توتال للانتاج والتنقيب في اليمن المملوكة بالكامل من قبل توتال والممثل الخاص للمجموعة الفرنسية في اليمن، "أخصص ثلث وقتي" لهذه المهمة. واليمن، البلد النفطي الصغير الذي لا ينتمي إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، سيدخل قريبا نادي الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال بفضل معمل التسييل الذي سيفتتح قريبا في بلحاف، في محافظة شبوة على السواحل الجنوبية لليمن. وقام ببناء المعمل الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تمثل توتال المساهم الرئيسي فيها (39,62%)، وسيقوم المعمل بستييل الغاز الطبيعي الذي سيتم ضخه من منطقة مأرب، على مسافة حوالى 350 كلم شمال غرب بلحاف. وقال المتحدث باسم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال عصام الغرباني لوكالة فرانس برس إن احتفالا صغيرا سيقام "حوالى الثامن عشر من حزيران/يونيو" لاطلاق عمليات التسييل. إلا أن اللحظة الاهم بالنسبة لهذا المشروع هي إنطلاق أول ناقلة محملة بالغاز المسال إلى كوريا الجنوبية، وهو حدث يتوقع ان يتم في نهاية اب/اغسطس، اي مع تاخير شهرين مقارنة بالجدول الزمني الاساسي. وفي هذه المناطق التي تتفوق فيها سيطرة القبائل على سيطرة الحكومة المركزية، يبدو الانتاج غير ممكن من دون حصول السكان المحليين على بعض العائدات المالية. وقال دوفونتان لوكالة فرانس برس "نسعى للحصول على قبول" السكان، الأمر الذي يضعه في صلب أهداف نشاطات توتال "للتنمية المستدامة" في اليمن. وتخصص شركة توتال للتنقيب والانتاج في اليمن مليوني دولار سنويا لهذا الهدف، لاسيما في مجال القروض الصغيرة والتربية. وتقوم الشركة التابعة للمجموعة الفرنسية بتمويل مشروع كهربائي بمئتي مليون دولار بشكل كامل، وهو مشروع يقضي بانشاء محطة كهربائية يغذيها الغاز المصاحب الذي يتم استخراجه من حقلين نفطيين تستثمرها الشركة، ما سيسمح بتوفير الكلفة الكبيرة للمازوت والتي تعد مشكلة اقتصادية مهمة في اليمن. أما الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فميزانيتها للتنمية المستدامة أكبر وهي بحدود 26 مليون دولار للفترة الممتدة بين 2008 و2012، وتخصص هذه المبالغ بشكل أساسي للمناطق التي يعبر فيها الانبوب الذي يضخ فيه الغاز إلى بلحاف، وايضا للمناطق المحيطة بالمعمل. ويؤكد دوفونتان ان هذه الاستثمارات تاتي بنتائج مرضية ويقول "نحن نحظى برضى" سكان المنطقة. ويجزم دوفونتين ان الهجوم الذي استهدف في اذار/مارس 2008 انبوبا نفطيا تابعا لشركة توتال للتنقيب والانتاج في اليمن والذي تبناه تنظيم القاعدة، "لا يمكن ان يكون من فعل اهالي المنطقة، لانهم آخر من قد يضمر لنا الاذى". وكلفة مشروع بلحاف لوحده (أربعة مليارات دولار) يجعل من توتال أكبر مستثمر اجنبي في تاريخ اليمن. وعلى الصعيد النفطي، تنشط توتال في مشروعين انتجا في 2008 ما معدله 86 ألف برميل يوميا، اي حوالى 30% من الانتاج النفطي اليمني. وما انفك انتاج الخام يتضاءل في اليمن وتعتقد السلطات ان الاحتياطات ستنفد بحدود العام 2020. إلا أن دوفونتان يبدو أكثر تفاءلا من السلطات. وقال "نكتشف احتياطات جديدة كل سنة" مشيرا الى رقم عشرين مليون برميل سنويا. ويعتقد دوفونتان أنه " ما زال هناك مليارات البراميل التي يجب اكتشافها ". وبالرغم من تراجع مستويات الأسعار في 2008 وبالرغم من كون الانتاج في اليمن لا يمثل الا قسما صغيرا من انتاج توتال اليومي من الخام (2,3 الى 2,5 مليون برميل يوميا خمسها في الشرق الاوسط)، الا ان المجموعة تفكر في استثمار "اكثر من مليار دولارا في السنتين او السنوات الثلاث المقبلة في اليمن". لكن يبدو أن الأسعار سلكت طريق الصعود إذا باتت فوق مستوى 70 دولار للبرميل.