لم تعد أمامنا ثمة فسحة لمزيد من المناورات والتخريجات التضليلية.. فالأزمات المحدقة بالوطن تتصاعد إلى درجة مخيفة قد تخرج عن السيطرة.. وهامش فرص الحلول للمشكلات العويصة يضيق بصورة حادة.. وطريق العبور إلى بر الأمان والحفاظ على الوحدة تبدو مفخخة وتكتنفها المخاطر العاصفة..! أمام هذه التحديات المهددة لوطننا بانهيارات دراماتيكية غير مسبوقة.. فإن على الجميع تقع مسؤولية اتخاذ خطوات وطنية سريعة وجريئة وبدون مواربة أو إبطاء.. وأن نمتلك الشجاعة في الاعتراف بالحق وتقديم التنازلات التي تخرج الوطن من الاحتقان، وتفضي إلى ضفة الانفراج.. ولعل شعبنا قد شبّ عن الطوق ولم تعد تنطلي عليه أية مناورات أو مراوغات أو فبركات غير نزيهة..! أقول هذا وأقصد أن على الشيخ حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر ومعهم الشيخ الزنداني والشيخ الديلمي والدكتور عبدالكريم الإرياني أن يبادروا في خطوة شجاعة ويذهبوا إلى العاصمة اللبنانية بيروت ليلتقوا بالرئيس علي سالم البيض ويجلسوا معه لتنقية النفوس ويقدموا بأنفسهم اعتذاراً رسمياً على حرب 94م وما تعرض له أبناء المحافظات الجنوبية من جرائم وخسائر مادية ومعنوية.. وسيكون أيضاً هذا اللقاء فرصة مناسبة لردم الفجوة من عدم الثقة التي اتسعت خلال أكثر من ثمانية عشر عاماً من القطيعة والحرب النفسية وتبادل الشتائم والتخوين بين الطرفين..! كما هي فرصة لأن يقدم فيها الشيخ حميد الأحمر هديته بالمناسبة ويعيد جبل حقات ومنزل الرئيس علي البيض في كريتر إلى صاحبه.. وأعتقد أن هذه اللفتة الكريمة ستحمل وقعاً وطنياً ودينياً وأخلاقياً له مفعول السحر على المستوى الشخصي والجمعي..! لسنا بحاجة إلى التذكير أن البيض قد تعرض فعلاً لأبشع أشكال الخيانة والغدر عندما جاء بالوحدة وبالرئاسة وبالدولة في الجنوب وسلمها لإخوانه بحسن نية وصفاء عقل ونقاء روح وبكل حس وطني وحدوي رفيع فتعرض للغدر والخيانة بصورة فظيعة، ربما لم يشهدها التاريخ المعاصر من قبل.. ولذلك ليس من السهل أن نعيد الثقة إلى الرئيس البيض, ولكن في ظني أن هذه الزيارة والاعتذار الرسمي واللقاء الأخوي ستكون خطوة في الطريق الصحيح..! اذهبوا إلى بيروت وتحدثوا مع البيض وناقشوه وافتحوا له قلوبكم ليفتح لكم قلبه وستثبتون بأنكم فعلاً رموز وطنية وحدوية من العيار الثقيل.. وحينها نحن الشعب من سيحكم عليكم أو عليه عندما تظهر لنا نتائج اللقاء..! [email protected]