–متابعات انتخب المجلس الوطني السوري المعارض خلال اجتماع عقده مساء السبت بمدينة إسطنبول التركية عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا للمجلس خلفا لبرهان غليون الذي استقال من منصبه. وكانت مصادر داخل المجلس في وقت سابق أن سيدا الذي يعيش في منفى بالسويد منذ سنوات ويرأس إدارة حقوق الإنسان بالمجلس من المرجح أن يخلف غليون. وكان غليون قد قاد المجلس منذ تأسيسه في تشرين أول/أكتوبر 2011 لكنه قدم استقالته في أيار/مايو الماضي بعد أيام فقط من إعادة انتخابه في خطوة اعتبرت تأكيدا للشقاق داخل المعارضة. وكثيرا ما انتقد نشطاء من المعارضة داخل سورية المجلس بسبب عدم التنسيق عن قرب معهم في حملتهم للإطاحة بنظام بشار الأسد. ويقول مراقبون إن الانقسامات داخل المجلس أضعفت مصداقيته. وكان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على ان تجمع في المجلس عددا كبيرا من التيارات واعيد انتخابه مرتين، تقدم باستقالته الشهر الماضي على اثر انتقادات حادة واجهها بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان اكبر من اللازم في المجلس. كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض. ويتعين على الرئيس الجديد ان يكون مقبولا بنظر مختلف تيارات المجلس الوطني السوري ليتمكن من انجاز مهمته في توسيع ائتلاف المعارضة وتوسيعه وجعله اكثر فعالية وسط مخاوف من تحول الازمة السورية الى حرب اهلية. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني ان "اختيار الرئيس استند على معيار ان يكون شخصا توافقيا، احدا سيشجع عملية الاصلاح واعتقد انه "سيدا" حقا الاوفر حظا في هذا المعنى". واشارت قضماني الى ان الرئيس الجديد سينتخب لفترة ثلاثة اشهر على الارجح. واضافت "ثمة توافق داخل المجلس على ان يكون هناك رئاسة دورية، اذا نحن نغير الرئيس للاشهر الثلاثة المقبلة". واشارت مصادر اخرى الى ان ولاية الرئيس الجديد قد لا تتعدى شهرا واحدا الى حين انتهاء اعمال اعادة هيكلة المجلس. وقال سيدا للصحافيين على هامش الاجتماع "سنواصل اصلاحنا وسنضع هيكلية جديدة في المجلس "..." وسنحاول ان يكون المجلس الوطني السوري ممثلا فعلا للشعب السوري". وسيدا المولود في 1956 في مدينة عامودا ذات الاغلبية الكردية شمال شرق سوريا ورئيس مكتب حقوق الانسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة. ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي "لا ينتمي الى اي حزب" و"الكردي المعتدل". وستكون مهمة الرئيس المقبل اصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون انهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الارض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الاسرة الدولية. وفي نهاية آذار/ مارس، اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني "ممثلا رسميا" للشعب السوري. وفي نيسان/ ابريل في الاجتماع الاخير "لاصدقاء الشعب السوري" تم الاعتراف بالمجلس "ممثلا شرعيا لكل السوريين". ومنذ انشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا او اسلحة او قدم القليل، للجيش السوري الحر الذي يمكن ان يلتفت الى مجموعات جهادية او اجنبية وينقطع نهائيا عن المعارضة. واعترف غليون بنفسه بان المجلس الذي يعاني من "انقسامات" بين الاسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل، لم يكن "بمستوى تضحيات الشعب السوري".