كل حياتنا نحن اليمنيين غش في غش ..كل واحد منا يتعرض يوميا إلى أكثر من عملية غش. الجزار يغشك باللحمة، بائع الفواكه يغشك بالفاكهة، العسّال يبيعك عسلاً مغشوشاً ويقسم أنه من أجود أنواع العسل، التاجر إن لم يغشك بالبضاعة غشك بالسعر، المقاول يغشك بالمواد عند البناء، النجار يغشك ويصنع لك سريراً أو دولاباً من خشب رديء، صاحب البقالة يغشك في الحساب ، الحلاق يغشك، فبدلاً من أن يحلق لك ينادي ابنه ليتعلم الحلاقة برأسك، الصحفي يغشك ويقدم لك معلومات ناقصة وغير صحيحة، المثقف يغشك بأفكاره ويزيف لك الواقع مدّعياً أنه موضوعي وغير متحيز، المحلل السياسي يغشك بتحليلاته وضحالة معلوماته ،الشاعر يغشك بقصيدة ليست شعراً ولا علاقة لها بالشعر، رجل الدين يغشك بطول لحيته وقصر ثوبه، السياسي يغشك بتنظيراته ويصور لك الوهم كأنه حقيقة،المناضل يغشك ويمثل عليك دور المناضل، وإذ بك تكتشف في آخر المطاف أنه نصاب، الأحزاب تغشك ببرامجها الثورية والإصلاحية وتغشك في الانتخابات، الحكومات تغشك بمنجزاتها الوهمية وبأكاذيبها اليومية، ولو أنت قرفت من كل هذا الغش وقررت الانتحار إذ بك تكتشف بعد ساعات من تجرُّعك السم أن بائع السموم قد غشك وباع لك سماً مغشوشاً.