الذي اخترع الكهرباء كافر.. والذي يقوم بضربها وتفجير أبراجها مسلم!! الذي صَنَعَ السيارة كافر.. والذي يقوم بتفخيخها مسلم!! الذي صَنَعَ الدرَّاجة النارية كافر.. والذي يستخدمها لتنفيذ الاغتيالات مسلم!! الذي مدَّ لنا أنابيب النفط وصَنَعَ أنابيب الغاز كافر.. والذي يفجِّرها مسلم!! الذي اخترع لقاح شلل الأطفال كافر.. والذي يوزِّع لقاحاً مضروباً مسلم!! الذي مهَّدَ الطُّرق وسفْلَتَ خط صنعاء- الحديدة كافر.. والذي يقطع الطريق وينهب المسافرين مسلم!! الذي يرسل الخيام والبطانيات والأدوية لإغاثة أهل صعدة المنكوبة كافر.. والذي يبيعها في السوق السوداء مسلم!! إنجلينا جولي بقيت أسابيع على الحدود السورية لمساعدة اللاجئين وتوفير كلِّ ما يحتاجونه، كافرة.. والذي أفتى بنكاح المجاهدة مسلم!! بابا الفاتيكان، الذي أطلق دعوة للصيام والصلاة لأجل أن يحلَّ السلام في سوريا، كافر.. والذي أيَّد الضربة الأمريكية مسلم!! لا أريد أن أسترسل في المقارنة أكثر، لأن الحديث في هذا الموضوع شائكٌ وموجع، وقد يُساء فهمه.. كما هي عادتنا العربية في سوء الفهم المزمن والتأويل المغلوط، وإطلاق الفتاوى.. لكن، لا بد من الاعتراف بأن هناك خللاً في التركيبة العربية من خلال تعاطي البعض مع الحدث الذي يتم أخذه من مصدر واحد موجَّه نحو هدف محدد.. لأن هناك من يسيء استخدام الدين، رغم ادِّعائه بأنه واحد من حُماته والمستبسلين في الذود عن حياضه.. لا أعرف ما معنى كلمة "حياضه"، ولا تعجبني هذه الكلمة، لكنهم يقولون هكذا. الخلل كامنٌ في عدم قبولنا بالآخر والاعتراف به وبقدراته، ولن نكفَّ عن ترديد الوهم والمفاخرة بأننا كنا أصحاب حضارة وعلم، وأن الآخرين الذين لا ينتمون لديننا ليسوا سوى جنس آخر سخَّرهم الله لخدمتنا.. وهنا تكمن مشكلة ال"أنا" المتضخِّمة التي لا ترى على هذا الكوكب سواها.